Saturday May 18, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

للأوقاف أدوار متعددة

للأوقاف أدوار متعددة

حبيب شحادة

يبدو أنّ دور وزارة الأوقاف لا يقف عند حد، فهو باقٍ ويتمدد، في دولة الحزب البعثي العلماني، ثم من كان يتخيل أن يحاضر ويحاور وزير أوقاف في دورة إعداد حزبي مركزي، برفاق بعثيين، عن دور المؤسسة الدينية في مكافحة الإرهاب! مشهد لم يكن ليحدث، إنّه نتاج سنوات الأزمة/الحرب السورية. 

ربّما تصبح "مقولة الدين لله والوطن للجميع"، التي يتغنى بها الحزب، غير صالحة في عهد وزارة الأوقاف، التي تسعى عبر مؤسساتها الدينية، للتغول في باقي المؤسسات، وممارسة التأثير الذي يخدم رؤيتها في جعل الإسلام مرجعية أساسية لحل كل المشكلات والخلافات التي تحدث. بمعنى، إعادة المجتمع 1400 سنة للوراء. 

كما لا يمكن فهم طبيعة العلاقة بين مؤسسة علمانية، كالحزب، والمؤسسة الدينية، حيث لا شيء يجمعهما كمؤسسات دولة وليس القصد هنا بأنّ الحزبيين غير ملتزمين دينياً، فهذا يبقى شأن فردي، لا مؤسساتي، إلا إذا كانت نية وزير الأوقاف، محاولة أسلمة مؤسسات الدولة. 

وفي الوقت الذي سعت إليه كل دول العالم المتحضر، لفصل الدين عن السياسة، ومنع تتدخل رجال الدين في شؤون السياسة لا من قريب، ولا من بعيد، بدأت تظهر في سورية ملامح السطوة الدينية، بدلاً من محاولات تحييد دور الدين ورجاله، وحصره في أفق ضيق، لا يخرج عن أمور العبادة ولا يتعداها لأمور أخرى.

يبدو أنّ مقولة كارل ماركس، "الدين أفيون الشعوب"، ما زالت مستمرة وصالحة بفضل وزارة الأوقاف، ودورها الذاهب نحو تنحية العقل البشري لصالح النقل، كما من الممكن أن يكون لوزارة الأوقاف اليوم، دور في إكمال المنطلقات النظرية للحزب، انطلاقاً من أنّ الحزب لم يكمل منطلاقاته بعد، وسماها "بعض من المنطلقات النظرية.

في عالم اليوم، وفي عصر العولمة، وثورات التقانة، لم يعد ممكناً فرض النظريات والشرائع الدينية لحكم الشعوب والمؤسسات، بل يجب الذهاب نحو القوانين الوضعية، وترك العلاقة بالله للفرد، فهي بالأساس علاقة بين الفرد وخالقه، لا يحق لأحد التحكم بها وحرفها باتجاه ما يرغب ويريد.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: