لحمة الفروج.. هل تصبح حلم المواطن أيضاً؟

نورس علي 

 

قررت ربة المنزل "لينا محمد" التي اعتادت على إدخال اللحمة البيضاء "الفروج" في أغلب وجبات الطعام بعد أن تخلت عن اللحمة الحمراء نتيجة ارتفاع أسعارها، أن تكتفي بمكعبات مرقة الدجاج طعم لا بأس به، والتخلي عن لحمة الفروج التي ارتفع سعرها تدريجياً حتى 1100 اليوم.

"لينا" تخلت سابقاً عن الكثير من المواد الحياتية التي تضاعف سعرها إلى حد يفوق قدرتها الشرائية كزوجة لرب أسرة يعمل "نجار بيتون"، واليوم تضيف إلى تلك القائمة لحمة الفروج ريثما يعود سعره إلى المقبول كما أوضحت في حديثها الخاص لجريدتنا.

حديث ربة المنزل "لينا" كان صدى الشارع في هذه الفترة، نتيجة ارتفاع سعر كيلوغرام لحمة الفروج إلى 1100 ليرة، بينما كان منذ حوالي الشهر نصف هذا السعر، وفق ما أوضح "اسكندر" وهو مالك مسلخ صغير للفروج في حيه بمدينة "بانياس"، مما أثر سلباً على حجم البيع اليومي، وباتت ربات المنازل يحاولن الاقتصاد في مصروف أسرهن من اللحمة البيضاء "الفروج".

وكما يقال عند جهينة الخبر اليقين بحثنا في تفاصيل هذا الارتفاع الملحوظ للحمة الفروج وتبين أن القصة عبارة عن سلسلة حلقات مترابطة ومتداعية لبعضها البعض، أولها قرارات الحكومة الأخيرة بمكافحة عمليات التهريب وأهمها ملاحقة تهريب لحمة الفروج القادمة من "تركيا" وفي غالبيتها فاسدة ومسرطنة، وكانت تلقى رواجاً بسبب سعرها المنخفض والمناسب لقدرة المواطنين الشرائية، وعمليات ضبطها وملاحقتها في الأسواق أدى إلى ارتفاع الطلب على الفروج المنتج محلياً وفق ما أكده "مالك داوود" المعتمد والموزع للفروج الحي والمنظف لحوالي 47 تاجراً، وتابع: «أضف إلى وقف عمليات التهريب داخلياً دون ضبطها عن الحدود ومصادرة سيارات تنقل اللحوم البيضاء الفاسدة في منطقة "بانياس"، ارتفاع سعر طن العلف من 180 ألف ليرة إلى 230 ألف ليرة نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار.

مما أدى إلى ارتفاع كلفة إنتاج الكيلوغرام الواحد من اللحمة البيضاء "الفروج" إلى ما فوق 650 ليرة، وبمعنى آخر لن ينفع انخفاض سعر الصرف لاحقاً لأن المربي مقبل على الشراء وتجهيز المداجن في الفترة الحالية بالسعر الرائج وهو 230 ألف، وهو في النهاية مواطن سوري يجب النظر في ظروفه المعيشية والتعامل معها كما الصناعي والمزارع.

ولكن بشكل عام الأرباح تعود بالمجمل للتجار، حيث تصبح جميع العمليات المتعلقة بالفروج انطلاقاً من التربية وصولاً إلى بيع اللحمة البيضاء، هي مصدر دخل بالنسبة له مقابل عمليات تجارية ليس فيها جهد».

هامش: سعر صوص التربية حالياً 300 ليرة نتيجة ارتفاع كلفة تفقيسه ضمن الحواضن التي تؤمن الحرارة والرطوبة بمعايير ثابتة مهما كانت الظروف المحيطة، وهي أولى تكاليف الإنتاج المرتفعة، ويحتاج هذا الصوص حتى تمام النمو أي إلى الوزن المثالي للبيع وهو 2،5 كغ لحوالي أربع كيلوغرام من العلف، سعر كل منها 230 ليرة، كما يحتاج إلى 100 ليرة كهرباء و100 ليرة نشارة خشب و100 ليرة تدفئة، مما يعني أن كلفة إنتاج واحد كيلوغرام من اللحمة البيضاء هو حوالي 650 ليرة وهو سعر مقبول للجميع وضمن القدرة الشرائية للمواطن.

 

المصدر: خاص

بواسطة :