لبنان..انتداب فرنسي أم ولاية فقيه؟
حسن سنديان
ربما تسريحة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الباريسية وبارفانه المميز طغيا على معالم الدمار في مرفأ بيروت جراء الانفجار المفجع الذي خلف عشرات الضحايا.. ولكن بالرغم من أناقته يبقى الدمار وآثار الدم على حالهما.
"تعا وجيب الانتداب معك" هذه أول جملة سمعها الرئيس الفرنسي بلغة بلاده في بيروت أم ناظري ومسمع الرئيس اللبناني ميشيل عون من قبل مواطنيه.. ربما كان المراد منها أن يلبي ماكرون طلباتهم التي لطالما عجزت عن تحقيقها الحكومة والمسؤولين أو ربما كانت حالة استعطاف لأمهات ينتظرن جثث أبنائهم التي لازالت تحت الركام.. وآخرون فقدوا ذويهم، ليأتي الانفجار الهائل بعد أزمة جوع وانهيار اقتصادي.. كان سببها منظومة فساد حكومية وأحزاب على مر العقود.
طلب الانتداب هذا قسم الشارع اللبناني بين مؤيد ومستنكر للفكرة أو للتذلل كما قيل أمام رئيس كانت بلاده وصية على لبنان في سالف الأزمان، لكن لم نعتد على إعلاميين محسوبين على إحدى القنوات اللبنانية التي تعود مرجعيتها لإيران أن يهاجموا هذا المطالب.
على الفور خرج أحد مراسلي "قناة الميادين" في البقاع مقلداً أحد الإعلاميين اللبنانيين الذين غطوا أحداث سوريا ولكن بمرافقة وسيارات دفع رباعي، بفيديو على حسابه في "تويتر" مستخدماً بطريقة ساخرة لغة "الياي والهاي والفغونسيه".. منتقداً من طالب بالانتداب، ناسياً على ما يبدو أن بعد حرب تموز طالب الطرف الشيعي الأول "بولاية فقيه" في لبنان.. ربما كان على مقاعد الدراسة ولم يعلم بهذه الحادثة.
وقبله أيضاً لطالما طالب كل حزب في لبنان بوصايات أجنبية متعددة، منها "المستقبل" بوصاية سعودية، و"القوات" بوصاية أمريكية وغيرها من المطالبات الخارجية لكل فئة، ومنهم من يتعامل مع "إسرائيل" أيضاً ولم يجرم حتى الآن، ناهيك ما حصل في الحرب الأهلية.
في المقابل، هناك فئات طالبت بانتداب أو وصاية خارجية في لحظة غضب وجوع ووقع كارثة حتمية على لبنان، وآخرون طالبوا بوصاية خارجية، في وقت يتناقض مع ما يعيشه لبنان حالياً.. أي هناك فرق بين من طالب للخلاص من الفساد والجوع ليسلط حجم كارثة حكومته المتهالكة وبين من يريد الحصول على سلطة سياسية أكبر، لكن يبقى الانتداب انتداب مهما كان.. والسؤال لأي فئة من هؤلاء المطالبين سيغفر التاريخ هذه المرة؟
المصدر: خاص
شارك المقال: