Thursday March 28, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

لأن "الحالة الفنية تعبانة".. معامل الأسمدة بأيدٍ روسية

لأن "الحالة الفنية تعبانة".. معامل الأسمدة بأيدٍ روسية

حتى عام 2059 لن تتحكم سوريا بسمادها المنتج على أرضها، لأنه ستُسلم خلال الأسبوع القادم معامل الأسمدة في حمص لشركة روسية "شركة ستروي ترانس غاز" في عقد استثمار مدته 40. 

سماد الأمونيا يوريا.. السماد الفوسفاتي.. سماد الكالنترو ثلاثة معامل تابعة "لشركة الأسمدة في حمص" أكبر مجمع صناعي كيميائي في سوريا والذي يؤمن حاجة القطاع الزراعي أهم الأعمدة التي يستد إليها الاقتصاد السوري.

دشنت أولى معامل "شركة الأسمدة" عام 1972 أي أنها عملت مدة 47 عام لصالح سوريا فقط وتوقفت خلالها سنوات عدة بسبب قربها من منطقة القصير في ظروف الحرب.

والآن وقع عقد تتولى من خلاله شركة روسية استثمار هذه المعامل الثلاثة لمدة 40 عام أي مدة تقارب أو تساوي مدة استفادة سوريا منها منذ نشأتها وحتى الآن، والأسوأ من طول المدة هو الأرباح التي ستذهب بنسبة 65% للشركة الروسية مقابل 35% لسوريا.

عانت المعامل الثلاثة خلال الـ 47 عاماً الذين عاشتهم بإدارة سوريّة وخصوصاً خلال العقد الأخير من فساد أنهك مفاصلها، حتى وصل حد الاستسلام وتسليم الشركة بمعاملها لشركة استثمار أجنبية.

بدأ سلسلة الفساد بالمدير السابق للشركة العامة للأسمدة "جمال الدين العبد" الذي تم إقالته عام 2010 بسبب قضية فساد ولكنه عاد مجدداً إلى الشركة كمدير فني ومن ثم مدير عام من جديد واستمر أمر التدرج في المناصب حتى أواخر عام 2018 وصل خلاله عجز الشركة لـ 6.1 مليار ليرة، أُقيل بعدها "العبد" مع اثنين من المدراء المدير الفني والمدير التجاري للشركة.

30 كانون الثاني/ ديسمبر جرى تكليف "محمد حمشو" بوقتها كان الشركة الروسية مازالت "تنوي" الاستثمار، ولكن بعد هذا التاريخ، يُسر استثمار الشركة الروسية بشكل ملحوظ حيث تم خلال أقل من شهرين صيانة المعامل الثلاثة وإعادة تفعيلها لتعود للعمل قبل أيام من تسلم الشركة الروسية لزمام الأمور. 

وبالرغم من علم الجميع بأمر استثمار المعامل الذي آن أوان تسليمها إلا أنه كان يتم الاحتفال بكل معمل يعاد تفعيله وأخذ الصور بجانبه، وكأن أحد لا يعلم بأن هذه المعامل بعد أيام ستكون بأياد روسية وعائداتها ستذهب لخزينة روسية بنسبة 65%.

الطاقة الإنتاجية التي انطلقت بها المعامل قدرت وحسب المصادر الرسمية بـ: 

معمل السماد الفوسفاتي أقلع في الثاني من كانون الثاني/ يناير بطاقة 400 طن يومياً.

معمل سماد الأمونيا يوريا أقلع في 21 شباط / فبراير بطاقة 900 طن يومياً.

معمل سماد الكالنترو أقلع في 27 كانون الأول/ يناير يعمل بطاقة 300 طن يومياً.

أما الطاقة التي ستعمل بها الشركة الروسية ومنُحت مدة عامين لتصل إليها، بموجب العقد الاستثماري فحُددت الطاقة الإنتاجية وبحسب الأرقام التي نشرت بـ: 

450 ألف طن من سماد سوبر فوسفاتي سنوياً، أيّ 1,232 طن يومياً، بفارق 832طن

و325 ألف طن من سماد اليوريا سنوياً، أيّ 1000 طن يومياً، بفارق 100 طن

ولم يتم تحديد طاقة سماد الكالنترو

«الحالة الفنية "تعبانة"» هذا ما وصف به المدير العام للمؤسسة العامة للصناعات الكيميائية "أسامة أبو فخر" وبهذا التوصيف كان تبرير إعطاء هذا الاستثمار لشركة روسية بهذه السرعة والسهولة والمدة الطويلة ونسبة الأرباح الكبيرة.

والحالة الفنية "التعبانة" حسب وصف "أبو فخر" تعافت خلال مدة وجيزة بعد استلام المدير الجديد "حمشو" أُعيد خلالها تفعيل المعامل الثلاثة بعد صيانتها لتعمل بطاقة إنتاجية جيدة بالنسبة لمعامل أعيد تفعيلها حديثاً بعد خروجها من فترة حرب طويلة، وعن أهداف العقد قال "أبو فخر": «هدف العقد هو رفع الطاقة الإنتاجية لأنه في الوقت الحالي الإنتاج ضعيف»، ولكن إذا اخذنا إنتاج سماد الأمونيا يوريا على سبيل المثال والذي يصل حالياً لـ 900 طن، وبالحساب فإن روسيا سترفع 100 طن فقط وهو بالتالي هو ليس رقم كبير تعجز الشركة عن تحقيقه. 

الأرض والمعامل والعمالة سورية فلماذا نسبة الأرباح من العقد الاستثمار منخفضة بنسبة 35% فقط؟ الجواب كان من "أبو فخر" بأن «علينا ألا ننظر لنسبة الأرباح كثيرة كانت أو قليلة، بل علينا أن ننظر إلى ماذا كنا ننتج؟ وماذا سوف ننتج؟ فبالتالي الـ35% صحيح أنها نسبة قليلة ولكن سيكون هناك عوائد كبيرة للشركة بينما الشركة بواقعها الحالي هي شركة خاسرة» ولكن اللافت في الأمر هو أن العوائد كثرت أم قلت فنسبة أرباحنا ثابتة وستبقى قليلة مقارنة بما سيتقاضاه الجانب الروسي.

التعافي الذي تحقق قُبيل تسلم الشركة روسية وبهذه الأرقام يطرح سؤال: 

الحالة الفنية التي وصلت بالطاقة الإنتاجية لهذه الأرقام خلال أشهر ودون مساعدة أحد، لماذا لم تستمر بهذه الوتيرة وحدها لتصل إلى أرقام انتاجية أعلى دون الحاجة لمستثمر أجنبي؟

وهل هذا التعافي الذي جاء قبل شهر من تسلم الشركة الروسية آني مؤقت ولغاية تعبيد الطريق وتسهله أمام هذا الاستثمار؟

وبحسب "أبو فخر" المعامل لم تستلمها الإدارة الروسية بعد ولكن بدأ المسؤولين بالتواجد في المعامل وفي مطلع الأسبوع القادم، وسنستسلم ونسلم...

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: