كيف تصبح "تريند" بحركة واحدة؟

 

كريم مهند شمس

استجابة لمتطلبات المرحلة التي يمر بها إعلامنا المحلي من تجديد وتطوير فريد من نوعه، وتلبية لحماسة الشعب السوري العالية لتصيد أخطاء وسائل إعلام بلاده والتعليق عليها ونقلها من مجرد أخبار إلى "تريند" يتخبط بأرجاء مواقع التواصل الاجتماعي بين تعليق هنا ودعابة هناك، جمعنا لكم أعزائي الزملاء أفضل أربع طرق لتحجزوا لأنفسكم مقعداً في "التريند" القادم.

أولاُ: التعميم

يقال في أساسيات المهنة أن التعميم هو مقتل الصحفي، ربما لأن ذلك يخرجه من تصنيف المعلق على الأحداث والناقل لها ويضعه في مكان المنظر أو حتى الدعائي، حيث أن هناك حيلة يستخدمها الإعلام في تضخيم الأمور تسمى بتقنية الانتقال من الخاص إلى العام، أي جعل الحالات الفردية تمثل مجتمعها كاملاً، كالقول مثلاً "خروج المصريين بمظاهرات" بدلا من قول "مظاهرات نظمها مصريون في القاهرة"، لذلك يا زميل إن كنت تريد أن تتعرض للفضيحة يمكنك استخدام مصطلحات مثل: الشوام، اللواذقة، الطراطسة، الدير زوريين...

ثانياً: التدخل في موضوع المادة لجعله حماسياً أكثر

إن وجدت موضوعك مطروقاً وعادياً بعض الشيء يمكنك ببساطة التدخل فيه لجعله أضخم، وهكذا تصبح تماماً كمن يشعل حريقاً في منزل ليحصل على السبق الصحفي في تغطية ذلك الحريق، فمثلاً إذا وجدت حالة إنسانية في وضع سيء بعض الشيء، يمكنك استفزازها أكثر وتهديدها حتى تغضب وتثور وتزيد حالتها تعاسة، وها قد حصلت على مادتك الدسمة التي ستجعلك مشهوراً لبضعة أيام، كفقاعة تطفو ثم تتلاشى. 

ثالثاً: رميها عالله والبقية

يبدو أن أفضل طريقة لارتكاب السقطات الإعلامية، هي ترك مادتك للآخرين ليتولوا تخريجها دون اطلاعك على تعديلاتهم، خلال عملية المونتاج أو العرض أو حتى التدقيق اللغوي، حيث أن النظرة الأخيرة على المادة بعد انتهاء القسم الفني منها سيجنبك عرض ما لا يليق من أسئلة وعبارات ولقطات وغيرها، ولكن لما؟، أنت لا تحتاج ذلك حقاً، وكّل أمرك لالله ثم للقسم الفني الذي لا يعد ضمن مهماته اختيار ما تعتقد أنت أنه مناسب، ودع الجمهور يتصيد سقطاتك ويمرح بها.

رابعاً: وضع اسم أم الشخص الذي تتناوله المادة فيها

هي طريقة ابتكارية لم تطبق بعد، ولذلك قررنا أن نختم بها، ببساطة يمكنك أن تخرج عن المألوف، وتفكر خارج الصندوق والكوكب بأسره، وذلك عبر كتابتك لمادة لا تتضمن توصيفاً دقيقاً للأشخاص (فلان لم ينفذ مهامه بشكل صحيح)، ولا حتى وصفاً لغوياً الذي يعد ممنوع صحفياً (فلان فاشل) بل تذهب أبعد من ذلك وتستخدم الشتائم لأم، وأقارب موضوع مادتك (فلان ابن كذا وأخو كذا) فذلك سيجعلك مشهوراً حتماً.

المصدر: خاص

بواسطة :