كيف تنجح بسخافة!
جوان ملا
مجموعة فيديوهات تافهة برسومات بدائية مع حوار منطوق بطريقة تطبيق Google Translate التي تهجّي الحروف بأسلوب خاطئ عربياً وتضع الحركات الإعرابية في غير مكانها، انتشرت كالنار في الهشيم على الصفحات الترفيهية، ولاقت رواجاً كبيراً جداً عند الناس، من سوريين وعرب، الذين شاركوا على صفحاتهم هاته الفيديوهات وأشاروا في التعليقات لأصحابهم وأهليهم كي يضحِكوا الجميع على ما يرونه.
الغريب في هذه الفيديوهات أنها فعلأً قد تكون مضحكة رغم سخافتها، وأنها نجحت بسبب تلك السخافة التي انطلقت بها، فهي لا تملك أي محتوىً هادف أو عميق أو كوميديا واضحة المعالم، إنما فقط رسوم متحركة بكلمات حياتية لمواقف قد تحصل معنا في يومياتنا.
وتحدّث مبتكرو هذه الفيديوهات عن تفاصيل عدة مثل "دعاية سمنة شهد، معاكسة الفتيات في الشارع، تفضيل الصبايا الشاب الغني على الشاب الفقير" والكثير من الحكايا التي يسردها الفيسبوك ضمن منشورات عديدة بتنا نجدها اليوم مرئية بطريقة مضحكة من شدة استفزازها خصوصاً حين تتحدث الشخصيتان في الفيديو بعبارة "بليز" بفتح الباء "أي بمعنى أرجوك" لترد عليها الشخصية الثانية "لا" ويتكرر الموقف لعدة مرات ما جعل كلمة "بليز" بفتح الباء أيضاً متداولة على الألسن!.
لقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي مكاناً أساسياً ومهماً لنحصل فيه على كل شيء، من أخبار سياسية واقتصادية وخدمية وفنية، ونتابع من خلالها السياسيين والمشاهير وغيرهم من وجوه المجتمع، إنما دائماً تكون الغلبة في هذا الوسط المليء بالضجيج للفيديوهات أو المنشورات التي تتسم بالضحك أو السخافة والتي تنحدر بذائقة الجمهور، بينما تحاول منصّات إعلامية أخرى أن ترفع منها لكنها تضيع بهذا الزحام والصفحات المليونية القائمة على النكات والفيديوهات الكوميدية.
لا ضير في أن يتم استخدام وسائل التواصل كطريقة لإضحاك الناس، إنما الضرر سيصيب حتماً الصفحات الإعلامية التي تنشر الخبر بشكل مصداقي وحرفي ولا تحصل على ربع "اللايكات" والمشاركات التي يحصدها فيديو "بليز .. لا"، وهذا ما يصعّب المهمة على كل الصفحات الناشئة والمنصات الإعلامية والجرائد الإلكترونية التي تحاول تقديم محتوى لائق بمتابعيها في أن تكسر حاجز السخافة المضحكة بأسلوب بعيد عن كل هذا الهَرج والمَرج، ليكون جنون البحث عن "لايك" سيد الموقف، وفي النهاية ينجح "مارك زوكربيرغ" في تحويلنا إلى مهووسين!.
المصدر: خاص
شارك المقال: