Friday May 10, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

«خواء الثقافة» !

«خواء الثقافة» !

حبيب شحادة

رغم أهمية الفعل الثقافيّ ودوره في تعزيز القيم والانتماء خصوصاً في وقت الأزمات، إلا أنّه يصبح فارغاً من مضمونه إن كان ذاك الفعل عبارة عن خواء ثقافي، أي جعجعة" من دون طحين، حيث لا تزال محاولات "وزارة الثقافة" عبر القائمين عليها تدور في فلك الترقيع والتجميل الشكلي". 

وأخر ما حُرر من تلك المحاولات قيام الوزارة بتغيير تسميات المراكز الثقافية التابعة لها في المحافظات من "دار الأسد للثقافة" إلى "قصر الثقافة"، وكذلك إطلاق تسمية محطات ثقافية أو نافذة ثقافية على المراكز الثقافية. 

يمكن أنّ المعنيين بالعمل الثقافي وبعد سنوات من الحرب يعتقدون أنّ تغيير الاسم كفيل بإحداث التغيير الثقافي المطلوب دون تغيير آلية عمل تلك المراكز التي لا يدخلها إلا من يحاضر بها و زوجته وأولاده، (هذا إن كان يمون عليهم بالحضور) حيث ما زالت تلك المراكز تعمل وفق عقلية خشبية منذ تأسيسها وحتى اليوم. 

كما يبدو أنّ تراجع الثقافة والإقبال على القراءة لم يُلحظ من قِبل الوزارة ومسؤولي الثقافة، وإلا لما كانوا سعوا لتغيير الاسم فقط الذي يعني تغيير الشكل دون المضمون، فما الفائدة من تبديل الاسم من "دار الأسد للثقافة" إلى "قصر الثقافة"، إن لم يكن ذاك التغيير مُقترن بآليات وخطط وبرامج تنفيذية ومثقفين قائمين على الفعل الثقافي وليس فقط مجرد موظفين. 

ربّما تحتاج الثقافة التي تُعرف، بأنها، "نمط حياة وأسلوب تفكير"، إلى تغيير العقلية التي تحكم آلية عملها منذ سنوات طويلة وتبديل البنية التي تُكبل الفعل والعمل الثقافي والتي لم تنتج خلال سنوات خلت أي وعي ثقافي حاضن أو جامع للهوية السورية بل على العكس من ذلك كان دورها عبارة عن خواء بخواء.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: