كبُر حي الانتظار وأصبح في كل منطقة بسوريا.. نريد عبود حياً!
خاص/ حسن سنديان
" كنت أنتظر دائماً.. بين البيوت المتلاصقة مع بعضها البعض لدرجة أنه يمكنك الدخول إلى بيت جارك من شدة تلاصق الشبابيك، أنتظر النزول إلى المدينة.. أنتظر الحب - الحلم - الحياة، لم أتوقع أنني سأنتظر على الطوابير وتصبح أحلامي عبارة عن لقمة عيش يجب أن تعرض كرامتك للإهانة من أجل تأمينها".. نريد أن نقول باختصار.. أهلاً بك في بلد الانتظار سوريا.
في كل حيّ في سوريا هناك أناس يعيشون حالة الانتظار دائماً، انتظار الأحلام - المستقبل - الرزقة - الحب - الإنجاز- الغنى - الخروج من قاع الفقر - الكهرباء"، مسلسل الانتظار عام 2006 جسد أحد الأحياء في منطقة العشوائيات بدمشق، لكن هذا الحي كبراً حتى أصبح سكانه أغلب السوريين، باستثناء الطبقة البرجوازية التي سنعتذر عن ذكرها في مقالنا هذا لأنها لا تعيش ضمن هذه البلاد، أو حتى ليست بحاجة لقراءته.
هذا الحي تحول إلى بلد كامل، وكبر "أبناء الحارة"، أصبحوا أبناء الطبقة المسحوقة، لكنهم ينتظرون "عبود"، ذاك "الزعوري" بأعين أبناء الطبقة البرجوازية، والشاب الطيب "أبا الفقراء" بأعين أبناء حي الانتظار، لكن نريد عبود جديد يسع لأغلب السوريين، لأن الانتظار أصبح حال الأغلبية.. والانتظار تحول من الأحلام إلى الطوابير ولقمة العيش، فمهمة عبود ليس السرقة من الأغنياء فقط لإطعام الفقراء، بل السرقة من الحكومة ليس بمعنى السرقة لكن لربما سرقة أو استعادة بعض الأساسيات المحقة للشعب التي يحتكرها المسؤولون.
أو ربما نريد "عبود" الذي وعدنا بالأحلام، كما احترم "غليص" المدمن ووعده بشراء "سوزوكي له محترمه كي يعمل عليها بدلاً من "طرطيرة الإدمان ودواء السعلة"، وتوسيع هذا العمل مع بعضهما، لانريده كوعد أحد التجار الذي قدمه لماسح الأحذية بدمشق، ربما هذا التاجر لم يرى غير هذا الرجل الذي انتشرت صورته على وسائل التواصل الاجتماعي وهو يسمح حذاء إحدى الفتيات، إنه لا يشبه "عبود" أبداً.. لأن الفارق بعيد، عبود لا يريد الظهور على الإعلام، وليس له مكاناً دائماً للسكن، أما هذا التاجر فربما منزله أوفيلته بأفخم المناطق بدمشق.
"عبود" لا ينام، بل ينتظر الكهرباء كحالنا تماماً، عبود لا يشبه حكومتنا أبداً في حال انقطع دواء ما بل يفتح لنا بسطة في العشوائيات، "عبود" لايملك بطاقة ذكية بل يسرق من التجار ويطعم الأغنياء، لكن هل يستطيع عبود السرقة، القيام بثورة ضد الطوابير؟.
المصدر: خاص
شارك المقال: