كالعين من الجسد: الجولان عربي سوري

رماح زوان
الطارئ والعابر لا يحلُّ محلَّ الدائم والمستمر، فالاحتلال عابرٌ وزائلٌ والجولان كاللواء -كاللاذقية ودمشق - أرضٌ عربية سورية منذ الأزل وإلى الأبد ستكون. إنَّ للباطل جولة وهذه هي جولته -حيث اعتبر ترامب الجولان أرضاً غير عربية وغير سورية-، أمّا الحقّ فهو مثابة الجولان بالنسبة لسورية، كالعين بالنسبة للجسد وبالأيدي يدافعُ المرء عن عينيه، يقول الباحث في التراث السوري حيدر نعيسة في حديثه لجريدتنا عند مشاركته بالوقفة الاحتجاجية في اللاذقية ضد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم أمس السيادة "الإسرائيلية" على الجولان السوري المحتل.
لم يجد "أبو مصطفى" سائق سيارة أجرة في مدينة اللاذقية وقتاً للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية، كون الوقفة نُظمَت وقت ذروة عمله في منتصف النهار، لكنه يبادر بالكلام تلقائياً "من المستحيل خسارة الجولان وفينا عرق ينبض". ويردف الرجل الستيني "ولدي الأول استشهد في درعا، والآخر ما زال يخدم في القنيطرة قرب الجولان المحتل" مضيفاً أن وصيته لابنه كانت ولا زالت أن يبقى مستعداً خاصة في حال نشوب حرب مع العدو الصهيوني.
حيث اجتمعت فعاليات رسمية وشعبية ونقابية أمام مبنى المحافظة في اللاذقية، ضمَّت المئات من السوريين الذي رفعوا عبارات تأكيد على هوية الجولان المحتل السورية، مندِّدين باعتراف ترامب بالسيادة "الاسرائيلية" على الجولان السوري، كذلك نظمت الوقفات الاحتجاجية في مختلف المحافظات السورية في الساحات العامة والشوارع.
كذلك التقت "جريدتنا" عدداَ من المحتجين بينهم المهندسة غادة الأسد عضو قيادة فرع حزب البعث العربي الاشتراكي سابقاً، حيث أكدت على أن الوقفة الاحتجاجية ليست إلا استمراراً لتأكيد السوريين على حق استعادة جميع الأراضي المحتلة، لافتة إلى أن النضال الذي أورثه الرئيس الراحل حافظ الأسد مستمر وأن السوريين خير من يصون الأمانة والحرب المستمرة خير دليل على قوة الجيش السوري وأصالة السوريين.
ويقع الجولان في الجنوب الغربي من سوريا، ويمتد بين أخفض نقطة 212 متر تحت سطح البحر (بحيرة طبرية) جنوباً، وإحدى قمم جبل الشيخ البالغة 2224 متر فوق سطح البحر، وتبلغ مساحة الجولان بالكامل 2141 كيلو متر مربع، فهو يضم إضافة إلى ما هو عليه الآن جزءاً من ريف دمشق (قطنا وقراها)، وأما الآن ووفق التقسيمات الإدارية في سوريا، فتبلغ مساحة محافظة القنيطرة التي تضم الجولان 1860 كيلو متر مربع، احتلت "إسرائيل" عام 1967 من الأراضي السورية 1250 كيلو متر مربع، واستعادت سوريا في حرب تشرين 100 كيلو متر مربع، ليبقى 1150 متراً مربعاً تحت الاحتلال حتى الآن.
ويتميز الجولان بموقع جيوسياسي هام، حيث يبعد عن دمشق نحو 50 كيلو متراً فقط، ويُشرف على جبال الجليل في فلسطين المحتلة، كذلك يتميز الجولان بغناه بمصادر المياه، ويحوي نحو 14% من مخزون المياه في سوريا، وهو ذو مناخ معتدل وتربة بركانية غنية، كما يحتوي على بعض الينابيع الكبريتية الحارة، إضافة إلى وجود أكثر من مئتي موقع أثري، تعود إلى العصور الإغريقية والرومانية والبيزنطية.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: