"جورج عبد الله" إلى متى..
المنتصر بالله العاري
لأنه ليس كالقسّ الأمريكي المحتجز في تركيا "أندرو برونسون"، عَبَر القارات ليشارك مع الجيش الأمريكي في قتل العراقيين ونهب ثرواتهم، ولا هو "جمال خاشقجي" عرّاب السياسية الأمريكية في الشرق الأوسط حتى يستنفِر لأجله الإعلام العربي والعالمي، إنما هو مناضل لبناني مسيحي عبَر الأديان والطوائف وقرر دفع الظلم عن بلاده عندما استباحتها وحشية "إسرائيل".
أربعٌ وثلاثون عاماً من الأسر لم تشفي حقد بلد "الحريات والقوانين" من التلذّذ برؤية السلاسل تطوّق عنق المناضل "جورج عبد الله"، الذي اعتقلته السلطات الفرنسية عام 1984 بتهمة حيازته لأوراق ثبوتية غير صحيحة.
رضخت "دولة القوانين وحقوق الإنسان" وتهرّبت مراراً من إطلاق سراح "جورج" واستمرت باحتجازه تحت الضغط الأمريكي والإسرائيلي.
"جورج عبدلله" الذي اتهمته السلطات الفرنسية بـ "مقاومة الاحتلال الاسرائيلي" عندما توحّش بحق بلاده ونكّل بشعبه، أصدرت فرنسا حكم السجن المؤبد بحقه عام 1987 دون أدلة جرمية, وإنما استنادا إلى تقارير أجهزة الأمن الفرنسية والموساد الاسرائيلي.
بدأ الأمر برشوة محاميه "جان بول مازورييه" وتقديمه ملفات ملفقة بضغط من الاستخبارات الفرنسية المقربة من "إسرائيل"، وهو ما اعترف به صراحة المحامي نفسه في مذكرات جمعها "روبير غالي" بعنوان العميل السري في قضية "جورج عبد الله".
وبما أن دستور دولة "القانون والحريات" ينص على أن من قضى 15 سنة من السجن المؤبد يحق له المطالبة بالإفراج المشروط، فقد جاء قرار "محكمة الإفراج المشروط" عام 2003 بإطلاق سراح "جورج عبدالله"، إلا أن سلطات دولة "الديمقراطية" رفضت القرار ورضخت للضغط الأمريكي حين أبلغ السلطات الفرنسية موقفها : «يؤدي الوضع السياسي والأمني في لبنان دوراً مهما، فقد كان "جورج عبد الله" شخصية أساسية في منظمة إرهابية مركزها لبنان، وتلاقي دعماً سورياً، وهي تنوي القيام باغتيالات سياسية لشخصيات رسمية أوروبية وأمريكية ».
بعد الضغط الأمريكي صدر في عام 2004 قرار بإيعاز من النيابة العامة ألغت بموجبه "محكمة الافراج المشروط" قرارا كان قد صدر في 2003 عن السلطة القضائية المعنية بالإفراج المشروط في محكمة الاستئناف في "بو"، يقضي باستفادة "جورج عبدلله" من إفراج كهذا مع منعه من دخول الأراضي الفرنسية.
وبموجب قانون "دولة القانون" تقدّم "جورج عبد الله" في 6/2/2007 إلى القضاء الفرنسي بطلب الإفراج المشروط عنه، ثم في 9/3 من العام نفسه أبلغت الخارجية الأمريكية (الدولة المعروفة بتمثال الحرية) الفرنسيين : «تعبّر حكومة الولايات المتحدة عن رفضها الصارم لاحتمال الإفراج المشروط عن "جورج عبد الله" كنتيجة للمداولات أمام المحكمة العليا في باريس». لتتأكد من جديد ازدواجية المعايير الغربية في التعامل مع حقوق الإنسان بما يخدم مصالحها حتى وإن اقتضت هذه المصلحة تدمير الشعوب وحصارها واعتقال رموزها..
"عار على جبين المناضلين العرب أن يتركوا مناضلي الثورة الفلسطينية أسرى الكيان الصهيوني" يقول "جورج عبد الله" اليوم في ذكرى اعتقاله الـ 34، ليؤكد لدولة "الحريات" أن اعتقال الأحرار لا يقتل أفكارهم..
بواسطة :
شارك المقال: