«جولات وزارية عمياء؟!»
في بلد الطوابير والأزمات، وشح الوقود والنقود، ما زال هناك من يجول ويصول من وزراء وغيرهم من الفئات المسؤولة في المدن السورية، وكأن البلاد بألف خير، والعباد تعيش في بحبوحة من الحياة الرغيدة.
في بلد الطوابير، أصبح الخبز "مُغمّس بالدم".
ولم تعد تلك العبارة تُعبر عن واقع مُتخيل يُحكى عن مراحل زمنية سابقة.
ومن دمشق تنطلق تلك الجولات المكوكية لتجوب بقاع الجغرافيا السورية، في محاولة لإظهار أن هناك من يعمل ويتحمل عناء السفر ومشقات الطرق وارتفاع الحرارة.
في بلد الطوابير، لم يعد لشيء من معنى، فلا الحكومة قادرةً على تغيير واقع الأزمات المتلاحقة، ولا الشعب قادراً على الانتفاض عليها. لعله ملَّ الانتفاض وكره الانتفاضة وشعارتها.
في بلد الطوابير، تجول وزيرة هناك ووزير هنا، ومحافظ بين هنا وهناك. في حين يجول الشعب بين أفران المدن ومحطات وقودها بحثاً عما يسد رمقه الأخير، قبل أن يكفر بالله وبالجوع معاً.
في بلد الطوابير، لم يعد تجدي نفعاً الاستغاثة، ربما ملَّ الشعب منها، ومن عدم جدواها، أمام وزراء ومسؤولين صموا أذانهم، بينما الشعب ما زال ينتظر فرج الله منذ سنوات، وربما الله لم تعد تصله آهات السوريين.
في بلد الطوابير، لا أحد يعلم لماذا تزداد ثروات الأغنياء، ويبحث الفقراء عن لقمة العيش المغمسة بالدم ولا يجدوها؟
في ما تبقى من تلك البلاد، هناك وزراء ومعنيون، ما زالوا يعتقدون أن الشعب مُنتج للأزمات عبر استهلاكه الزائد للخبز، وأن استهتار الشعب سبب كل بلاء ومصيبة.
في ما تبقى من تلك البلاد، ربّما كان الأجدى بحكومتها، إعلان إفلاسها في إيجاد الحلول، بعد تأكيداتها على حدوث الانفراجات القريبة التي لن تحدث إلا في كلامها الأجوف والخالي من أي معنى.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: