Saturday May 4, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

جواز سفر سوري بين حطام طائرة «كوبي براينت» !

جواز سفر سوري بين حطام طائرة «كوبي براينت» !

بشار نجلا

تابعنا جميعاً نبأ تحطم طائرة أسطورة كرة السلة الأمريكية (كوبي براينت - Kobe Bryant) الذي ملأ صفحات الصحف والمواقع الإخبارية والصفحات والحسابات عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وبما أننا كسوريين بتنا من أصحاب الباع الطويل بـ"التراجيديا" بات من الطبيعي أن نبحث عن أثر لنا في كل مأساة تحصل في أي بقعة من بقاع الأرض. 

خلال رحلة التعمق في تفاصيل الحادث المؤلم وفي صورة جماعية تُظهر صور وأسماء ضحايا الحادث التسع لفت انتباهنا اسم قائد الرحلة (أرا زوبايان - Ara Zobayan)، كما أوردته وسائل الأنباء العالمية، وكما يظهر جلياً للجميع فإن الطيار هو من أصل أرمني. 

دفعنا هذا الاسم للتعمق أكثر للبحث عن أصول صاحبه وبدأت جريدتنا، بالبحث عبر مواقع التواصل الإجتماعي لنجد منشور لأحد الأشخاص السوريين من أصول أرمنية مغترب في الولايات المتحدة يتحدث عن احتمالية الأصول السورية لهذا الطيار، وقمنا بالتواصل مع هذا الشخص لتبيان المزيد من المعلومات ومدى مصداقيتها، وقام بإعطاءنا معلومات ضئيلة ومتضاربة من حيث اسم عائلة الطيار "زوبايان" ولكنه أشار لنا لمكان مسقط رأسه المرجح، وللتأكد أكثر استمرينا بالبحث أكثر لنجد مزيداً من التفاصيل في موقع وكالة الأنباء العالمية "أسيوشيتد برس - AP" تفيد بأنه من مواليد "بيروت" 1970. 

وبما أن المعلومات تتضارب فيما بينها، بدأت رحلة تقصي برأس الخيط الذي زودنا به مصدرنا المغترب في الولايات المتحدة، مدينة "بانياس" الساحلية مكان الميلاد المحتمل لـ (أرا) وباشرنا بلقاء عدد من العوائل القليلة المتبقية، والتي تعود لأصول أرمنية وطرح الأسئلة حول عائلة (زوبايان)، ولكن لم نجد في البداية جواباً يؤكد وجود أي عائلة تحمل هذا اللقب في تلك المرحلة الزمنية ولكن أخبرتنا السيدة "خاتون" عن وجود عائلة كانت تقطن بانياس لفترة من الزمن كان من بين أفرادها طفل يدعى (أرا) وكانت تقطن بناء كان متعارف عليه محلياً باسم (بناء بوجكيان) ولكن تلك العائلة لم تكن تحمل لقب زوبايان و إنما لقباً آخر لم تستطع السيدة تذكره. 

على الفور ذهبنا إلى الحي الذي يتواجد فيه المبنى "بناء بوجكيان" وبدأنا بطرح الأسئلة على قاطني الحي فلم نجد في البداية أحد يتذكر تفاصيل عن تلك العائلة وقلة من لازال يذكر البناء فقد تهدم البناء و رحلت عائلة (بوجكيان) مالكة المبنى ولكن أثناء تجوالنا تعثرنا بإحدى العائلات الأرمنية آل (خاجقيان)، ولدى سؤالنا للسيدة (أم خاتشو) عن (أرا) فأجابت بأنها كانت على صلة بعائلة (جورج وسارة) التي كان من أبنائها طفل يدعى أرا، ولكن (زوبايان) ليس لقب العائلة، ولكن وفي وجود اسم الأب والأم أصبحت دائرة قطع الشك باليقين أضيق وبدأت هنا رحلتنا مع الاتصالات مع عدة مصادر مختلفة وموثوقة لمعرفة لقب العائلة وإن كان أرا هذا هو ذات الطيار، وهذا ما حدث فقد عثرت جريدتنا على البيانات التالية التي أكدت على أن الطيار (أرا زوبايان) التي تتحدث عنه وكالات الأنباء العالمية هو:

أرا  كيفورق - اسم الأب : جورج - اسم الأم : سارة - تولد : بيروت 8/5/1969 - خانة : بانياس 1333 - شقيق : بيرج - شقيقة : كارولين. 

بمعنى أن (أرا زوبايان) هو سوري الجنسية !

التقينا بـ (بوغوس خاجقيان) 45 عام يحدثنا عن علاقته بأرا بما أنه صديق الطفولة وعن ولعه الشديد بالسياحة والسفر وعمله كدليل سياحي في فترة منتصف الثمانينات نظرا لشغفه بزيارة الأماكن الأثرية والسياحية ولغته الإنجليزية الجيدة وعن محاولته الهجرة في أواخر الثمانينات إلى الولايات المتحدة الأمريكية ومن بعدها انقطاع التواصل فيما بينهما ولكنه أكد لنا بأن (أرا كيفورق) قد عاش أول 18 عام من حياته في بانياس و طرطوس، ولدى سؤالنا إياه عن سبب محتمل يدفع أرا لتغيير لقبه من (كيفورق) إلى (زوبايان) رجّح لنا أن يكون السبب "تسهيل أمور ومعاملات الهجرة".

وبالعودة لتفاصيل الحادث المؤلم الذي ذهب ضحيته 9 أشخاص من بينهم (كوبي براينت - Kobe Bryant) وابنته (جيانا) فقد باشرت التحقيقات لمعرفة سبب سقوط المروحية التي قادها (أرا) وهي من نوع (سيكورسكي إس 76 بي - Sikorsky S76B) ونظراً للضجة العالمية التي طالت الحادثة فقد تناولت العديد من الوسائل الإعلامية فرضيات عديدة لاصطدام الطائرة بإحدى تلال منطقة (كالاباس - كاليفورنيا) في ظروف جوية وضبابية سيئة، منها خطأ بشري من قائد الطائرة أو المساعد أو من برج المراقبة أو عطل فني في الطائرة غير المجهزة بنظام يحذر الطيارين من إقترابهم من الأرض. 

هذه الفرضيات وغيرها جعلت الكثيرين ينبرون للدفاع عن (أرا) وعلى رأسهم (كلوديا لوري - Claudia Lowry) مديرة أكاديمية (Group 3 Aviation) للطيران التي ذكرت بأن (أرا) قد انتسب للأكاديمية في عام 1998 وسرعان ما أصبح جزءاً من الأكاديمية و مدرباً للطيران فيها. 

كما صرح (إيان غريغور -Ian Gregor ) المتحدث الرسمي باسم إدارة الطيران الفيدرالي بأن (أرا) قد حصل على أول رخصة طيران خاصة بالمروحيات في كانون الثاني عام 2001 وعلى رخصة طيران تجاري عام 2007، وأن سجل الطيران الخاص فيه نظيف ولم يعاني من أية حوادث أو مشاكل طيران سابقة وبأن ساعات طيرانه قد بلغت 8200 ساعة حتى حزيران 2019. 

يذكر بأن (أرا) الذي كان يعمل لسنين طويلة في شركة (آيلند إكسبريس  -Island Express) كان على علاقة وثيقة بالراحل (براينت) وكان يقود به الطائرة باستمرار كما كان يقود الطائرة لعدة مشاهير آخرين كـ (كيم كارديشيان - كايلي جينر) والعديد من المشاهير ورجال الأعمال الآخرين. 

كما دافع عنه الطيار والممثل الأمريكي (لورنزو لاماس - Lorenzo Lamas) الذي كان صديقا لأرا لمدة 20 عام نافياً فرضية الخطأ البشري موضحاً خبرة ومهارة أرا في قيادة مثل هذه الحوامات وفعل ذات الأمر العديد من الطيارين الذين تعلموا الطيران تحت إشراف أرا في أكاديمية (Group 3 Aviation) أو ممن كانوا على علاقة عمل أو زمالة معه ونشرت هذه الشهادات عبر العديد من كبريات الصحف والمواقع الإلكترونية كـ (التايم - ديلي بيست - ديلي ميل - أسوشيتد برس وغيرها)  داعين الجميع للترحم على الضحايا وانتظار نتائج التحقيقات التي ستتطلب شهوراً طويلة من البحث والتقصي خاصة أن بعض الوكالات قد أفادت بأن الطائرة لا تحوي صندوقا أسود.

 

 

المصدر: خاص

شارك المقال: