"جافين توماس" الموناليزا الجديدة
جوان ملا
"جافين توماس" هو طفل أمريكي صغير في عمر الثمانية، اشتهر بتعابير وجهه الغريبة عن طريق فيديو نشره عمه "نايك مادستون" وهو من مشاهير الانستغرام ملاعباً به الطفل، وسرعان ما انتشر هذا الفيديو بين رواد التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم.
اً
وتعود شهرة هذا الصبي إلى الصين وليس إلى موطنه الأصلي، وقد لاقى جافين ترحيباً كبيراً في زيارته للعاصمة "بكين" وأخذ الناس يتصورون معه.
هذه الشهرة اكتسبها توماس نتيجة تعابير وجهه الغريبة التي توحي بعدة انفعالات في آن، حيث لقبوه في "الصين" بـ "الطفل ذي الابتسامة الخادعة" والتي تعبر عن ابتسامة طفل غير سهل ولكنه مؤدب وبعضهم استخدموها للتعبير عن ابتسامتهم المجبرة في ظروف غير مريحة.
هذه الصورة بحسب ما صرح السيد "دينغ" الموزع الرئيسي لصور "جي آي إف" على الإنترنت يتم تداولها ما يقارب عشرة ملايين مرة يومياً عبر مختلف المنابر الإعلامية الاجتماعية.
لم تقف تعابير وجه "جافين" عند هذا الحد، حيث بدأ بتوقيع العقود مع الشركات آخرها شركة إنترنت صينية عملاقة ليظهر فيها بفيديو قصير فضلاً عن متجره "تاوباو" والذي هو موقع تسوق عبر الإنترنت يبيع بضائعاً تحمل وجه الصبي كأغطية الموبايلات مثلاً.
وتكثر في الفترة الأخيرة شهرة الأطفال عبر مواقع التواصل الاجتماعي ما يحقق مكاسباً مادية للطفل وأهله إلا أن هذا النوع من التجارة والذي بدأ يروّج له في السوق قد يحرم الطفل من أهم حقوقه وهي الحرية في عيش هذه المرحلة من عمره بصورة طبيعية.
"جايفن" وغيره الكثير من الأطفال في الوطن العربي والعالم باتوا اليوم وسيلة تجارية حقيقة، فهل هذا يحقق توازناً في نمو الطفل ويكسبه ثقة في النفس وقدرة على مواجهة العالم بشكل أفضل عند الكِبَر؟ أم يخلق له مساحة ضيقة في التعبير عن ذاته بشكل حر دون رقابة؟!!
المصدر: CNN
بواسطة :
شارك المقال: