Sunday May 19, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

إطلاق تطبيق لكشف "الفساد" في سوريا.. هل يعيد الثقة ؟

إطلاق تطبيق لكشف "الفساد" في سوريا.. هل يعيد الثقة ؟

حبيب شحادة

أطقت وزارة التنمية الإدارية خلال افتتاح معرض دمشق الدولي بدورته ال 61، منبر صلة وصل، بالاشتراك مع وزارتي الأشغال العامة، والإدارة المحلية، في خطوة منها لإشراك المواطن بعملية الإصلاح الإداري، الذي تتولى وزارة التنمية الإدارية عملية النهوض به لتحسين واقع الإدارة العامة. 

"صلة وصل" أحد أذرع الوزارة، لرصد الشكاوى وحالات الفساد، ولمشاركة المواطن في تقييم المؤسسات وجودة خدماتها، ومدى استجابتها للشكاوى المقدمة من قبله، ويبدو ذلك من الناحية النظرية خطوة جيدة، لكن بالمقابل ماذا تختلف هذه الخطوة عن نافذة الشكاوى الموجودة على مختلف المواقع الالكترونية لمعظم الجهات العامة؟ 

كما أطلقت الوزارة هاشتاغ "#ساهم_في_صنع_الفرق"، وتضمن المنبر خمسة تطبيقات، تتيح للمواطن التفاعل معها والدخول إليها لكن عملية الدخول تحتاج البيانات الكاملة للشخص، ومنها البريد الالكتروني، هنا هل يملك المواطن العادي بريد الكتروني؟ بالتأكيد لا يملك، ورّبما لم يفكر بإنشاء بريد الكتروني، لعدم حاجته إليه. 

ربّما كان على الوزارة ربط هذه التطبيقات والدخول إليها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، "فيس بوك مثلاً" ما يسهل عملية الدخول كون أغلب الناس تستخدم الفيس بوك اليوم، وهو ما كان يشجع المواطن إن كان يرغب بالتفاعل مع التطبيقات، سواء لتقديم شكوى، أو اقتراح، أو الإبلاغ عن حالة فساد.

تطبيق "سوا" لمكافحة الفساد أحد هذه التطبيقات، لكن هل المواطن من يكافح الفساد، لنطلق له تطبيق؟ وهل مهمة المواطن مكافحة الفساد؟ بالتأكيد، لا، لأن من يكافح الفساد عليه أن يمتلك الآليات والقرار، بمعنى أخر، من يكافح الفساد الأجهزة المختصة ضمن بنية الإدارة العامة، والتي تصلها عشرات ملفات الفساد، ولا تحرك ساكن، فما بالك بالمواطن الذي أصبح جل اهتمامه اليوم ارتفاع الحاصل بسعر الدولار، والذي وصل لحد 640 ليرة سورية. 

رضا المواطن، ورضا الموظف، تطبيقان أخران ضمن منبر صلة وصل، هنا يبدو أنّ الوزارة لم تعرف بعد، إن كان المواطن والموظف راضين، بالتأكيد غير راضين، والأمر لا يحتاج إلى تطبيقات ومؤشرات لقياس ذلك الرضى، فموظف براتب 30 ألف ليرة، مقابل سلع ومواد مُسعّرة بالدولار المرتفع اليوم، سيكون غير راضي، وربّما ناقم. 

يبدو أنّ العلاقة السيئة بين المواطن وحكومته، والتي نتجت عبر سنوات طويلة من الإهمال للمواطن وأموره المعيشية والخدمية والتي أصبحت في سلم أولويات الحكومة اعلامياً فقط، دون قدرتها على إحداث أي اختراق لصالح تحسين حياة المواطن، ورفع الفقر المدقع عنه، ستكون حجر عثرة في نجاح منبر صلة وصل، كون الصلة مقطوعة بين الشعب وحكومته، والثقة مفقودة.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: