Saturday May 18, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

إذاعة محلية تتحدى الملل وتخرج بتقرير "فلجة"

إذاعة محلية تتحدى الملل وتخرج بتقرير "فلجة"

بغضّ النظر عن الجدل والخلاف الذي جرى على مواقع التواصل في أعقاب قرار جامعة دمشق بمنع بعض مظاهر اللباس في حرم الجامعة، فجمهور السوشيال ميديا لطالما اختلف على قضايا أكبر من قضية اللباس الجامعي، وهي حالة صحية في مجتمع متعدد الآراء والمواقف.

ولكن أن يخرج علينا "إعلاميين" من إذاعة محلية بتقرير مصور، ظنوا أنهم سبقوا الجميع بفكرة لا تخطر على بال أعتى الصحفيين الاستقصائيين، وهي أن يخرج الشاب والفتاة العاملان في الإذاعة المذكورة إلى الشارع وقد لبست الأخيرة النقاب، ليسألا الناس عن القرار بطريقة لا يقال عنها إلا قمة في استغباء العقول ومواربة الحقيقة، تُصمد الفتاة المنقبة بجانب المذيع الذي يسأل "هل يزعجك هذا اللباس" لتكون الإيجابات بالنفي في مقدمة التقرير، وتتوالى الآراء المتفقة على عدم الانزعاج من منظر النقاب، لتأكيد فكرة "التقرير" الانتقادية لقرار رئاسة الجامعة، مع العلم  أنّ القرار أُرفق  بتوضيح أنّ المنع سببه حالات غشّ في الامتحانات، ومحاولات لإخفاء الهوية في السكن الجامعي.

أن يُناقش القرار بموضوعية كان أفضل، وخصوصاً أنك تسأل أمام الجامعة، أي تواجه "الفئة المثقفة" من فئة الشباب، وهناك خلفية يمكن النقاش بها، وهي أنّ أحد علماء الدين المعروفين على مستوى دمشق، اعتبر أن النقاب بحدّ ذاته غير موجود في أي نص ديني يوجب هذا اللباس، وهو ما يكفي للردّ على كل من يعتبر القرار ضد فئة معينة، ولكن أن تطرح القضية بهذه الطريقة  المبتذلة في التقرير الفلجة، هو ما يوجب تدخل وزارة الإعلام لمنع هكذا تقرير يشجع الفتنة ويثير الفرقة، ولاسيما أنه يواجه أناس انتقائيين بفتاة منقبة، فحتى لو كانت الناس ضده، ستكون إجابتها النفي، احتراماً لمشاعر الفتاة، فحبذا لو كان التقرير يناقش الأسباب الموجبة للمنع، فالنقاب أو غيره ليس حرية شخصية لأنك مادمت تعيش في مجتمع فأنت لست حراً في اخفاء هويتك، فإن كنت أو كنتي تطلق عليها حرية، فأين حريتي وحرية الآخرين في معرفة هوية البعض وبالطبع الوجه هو الهوية، والنقاب أيضاً ليس تمسك إيماني أو وازع أخلاقي، لأنه ينفي الرقابة الاجتماعية والأمنية، وهو المنطلق الذي انطلقت منه الجامعة في قرار منعه، فالقضية ليست قضية أن النقاب يمنع الفاحشة بل إخفاء الهوية هو الذي يشيعها.

 

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: