Saturday November 23, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

"إسرائيل" تغيّر الوقائع.. ماذا بعد؟

"إسرائيل" تغيّر الوقائع.. ماذا بعد؟



 وسام إبراهيم

تواصل "إسرائيل" تغيير الوقائع على الأرض، بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، واعترافات دونالد ترامب المتلاحقة بسيادة "إسرائيل" على الأراضي التي احتلتها في حزيران 1976، بينما تستمر الحكومات العربية بمواقفها الناعمة اتجاه الإجراءات الإسرائيلية والاعترافات الأمريكية بها، طبعاً مع تحييد بعض دول الخليج التي تعفي نفسها حتى من التنديدات الملساء، وبدأت بشكل علني الخروج من الصراع مع "إسرائيل"، وتتجه لعقد اتفاقية "لا حرب" مع المحتل.

احتلت "إسرائيل" الضفة الغربية والقدس الشرقية وغزة والجولان السوري في حزيران 1967، وأعلنت ضم القدس الشرقية رسمياً عام 1980، ثم قرر الكنيست الإسرائيلي ضم مرتفعات الجولان المحتلة في كانون الأول من نفس العام.

الاستجابة الأمريكية لقرارات الضم الإسرائيلية جاءت في عهد ترامب، فاعترف بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل" في كانون الأول 2017، ووقّع مرسوماً بنقل السفارة الأمريكية إلى المدينة المقدسة، وفي آذار من العام الحالي وقّع ترامب مرسوماً يعترف بسيادة "إسرائيل" على الجولان.

ولم تتأخر حكومة الاحتلال في إعلان نيتها العمل على ضم وادي الأردن المحتل - حوالي ربع الضفة الغربية - بعد شرعنة واشنطن للاستيطان، وإعلان إدارة ترامب قبل أيام أن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة "لا تخالف القانون الدولي"، والذي فشل مجلس الأمن في إصدار حتى بيان صحفي ضد الموقف الأميركي.

وإذ تبقى التنديدات لا تساوي الحبر الذي كتبت به، فإن الانقسام بين الدول العربية، وجنوح بعضها لإبرام اتفاقات منفردة، منذ "كامب ديفيد" حتى اليوم، وانشغال العرب بنسج المؤامرات ضد بعضهم البعض، جعل "إسرائيل" تدير البوصلة العربية وتوجهها حيثما أرادت، حتى أنها جعلت إيران القضية بدلاً من فلسطين!.

ومن سخرية القدر القول إن العرب اليوم في مأزق: هل يتضامنون مع فلسطين أم يدعمون "إسرائيل" ضد إيران؟! بينما بقيت سوريا كدولة مع بعض حركات المقاومة في فلسطين ولبنان منفردة منذ الثمانينات بمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، بعدما استطاعت "إسرائيل" تحييد الحكومات في مصر والأردن وفلسطين، واليوم دول الخليج، فيما يغرق العراق ولبنان بتناقضاتهم الداخلية.. ماذا بعد؟ 

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: