Friday April 18, 2025     
00
:
00
:
00
  • Street journal

إسقاط نتنياهو !

إسقاط نتنياهو !

إنّ عملية "حزب الله"، التي انتهت بعدد مجهول من الخسائر البشرية في صفوف جيش الاحتلال، لن تفضي لحرب واسعة او مواجهة مفتوحة بين حزب الله وجيش العدو الإسرائيلي، ذلك أن التقديرات في تل أبيب تشير لنتائج مبهمة بالنسبة لحكومة الكيان حول أيّ مواجهة مفتوحة، والواضح أن قيادة جيش العدو تدرك أنها لم تدمر كامل الأنفاق التي أنشأتها المقاومة اللبنانية بين طرفي الحدود، وبالتالي فالذهاب نحو حرب جديدة في جنوب لبنان قد تفضي لخسائر كبيرة بالنسبة لإسرائيل على مستوى القوى البشرية في صفوف جيشها، وعلى مشتوى ثقة الجبهة الداخلية للكيان بمن يحكمها.

خصوصية الرد تأتي من كونه ضربة موجعة إن لم تكن قاضية لمسير نتنياهو نحو الانتخابات القادمة، الأمر الذي أشار إليه الأمين العام لحزب الله السيد "حسن نصر الله"، في خطابه الذي وعد فيه بالرد، ما يعني أن المقاومة اللبنانية وضعت في حسابات ردها العسكري، التأثير على مسار الانتخابات المقبلة القادمة للكيان، ولكون الأسماء التي ستدخل المنافسة القادمة كلها من الشخصيات العسكرية، سيتخبط الناخب الإسرائيلي حول من سيكون صمام أمان لبقاء الدولة الإسرائيلية، وقد يضع ذلك الشخصيات غير العسكرية في مكانة متقدمة في مسير الانتخابات على أمل أن يكون لديهم جدول عمل لإقامة عملية سلام مع محيط الكيان المحتل تفضي لحالة من التهدئة العسكرية في المنطقة، خاصة على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة.

إن خيارات بنيامين نتنياهو العسكرية في الرد على عملية حزب الله، ستكون من خلال اعتداء على الأراضي السورية او العراقية بحجة ضرب مواقع لإيران، وسيحاول خلال الأيام المقبلة التشويش على وضع حزب الله كعدو قريب، وإشغال الشارع الإسرائيلي بخطورة إيران على بقاء كيان الاحتلال، ومدى أهمية ضرب القوى الموالية لها أو نقاطها في سوريا والعراق، وبهذا الخطاب السياسي فقط يمكن لنتنياهو النجاة من المأزق الذي وضع نفسه فيه حين إعلان حكومته لاستهداف مواقع ينتشر فسها حزب الله في سوريا، ولن يذهب نحو ضرب أي موقع للحزب داخلها بعد اليوم، لتجنب الوقوع في ذات المأزق بناء على تهديد السيد حسن نصر الله بالرد على استشهاد أي مقاتل لـ"حزب الله" في سوريا بالنيران الإسرائيلية، وهذا لا يقلل من شأن إيران عسكرياً، لكن الأخيرة تقف عند كل اعتداء إسرائيلي ملتزمة بالتروي وضرورة الاحتفاظ بحالة التهدئة العسكرية مع إيران، بكون حليفها السوري دخل في مرحلة خواتيم الحرب التي تحتاج الكثير من البرود السياسي والصخب العسكري.

خسارة نتنياهو للانتخابات القادمة باتت شبه مؤكدة لكونه لم يقدر على تأمين الكيان من أعدائه الخارجيين، لكن الوضع الراهن يعني بشكل حازم أن الشخصيات العسكرية في الكيان لن تقدر على الفوز بالانتخابات بسهولة، ويبدو أن خيارات الناخب في الكيان ستفتش عن الشخصيات السياسية لإيصالها لسدة الحكم في تل أبيب.

 

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: