إسعاف متأخر لطريق الموت
محمد الواوي
رغم الإعلان عن بدء صيانة إسعافية لطريق حلب سفيرة – خناصر أثريا، إلا أن الإجراء لن يكون كافياً بناء على المبلغ المادي الزهيد، بل هو مجرد ترقيع لحفريات سرعان ما ستعود كل عام وبالتالي سيحصد الطريق مزيداً من الأرواح، بحسب ما يرى خبراء.
وفي نفس الوقت لا بد من التنبيه بأن هذا الطريق لا يمكن أن يكون بديلاً عن الأوتوستراد الدولي بين العاصمتين الاقتصادية والسياسية على المدى المنظور. الذي توقف عن العمل مع بدايات عام 2012 مع اشتداد المعارك بالقرب منه، وبقي الأوتوستراد مغلقاً أمام حركة العبور حتى اليوم بانتظار بلورة حلول سياسية.
يؤكد المهندس عبد الله بكوري مدير الخدمات الفنية في محافظة حلب لـ"جريدتنا" أن طريق (حلب سفيرة- خناصر أثريا ) يعتبر شريان حلب الوحيد حالياً وهو بطول 133 كيلو متر كطريق مؤقت عن أوتوستراد حلب دمشق الدولي.
ويذكر المهندس بكوري أن إجراء الصيانة استمر من عام 2014 و حتى تاريخه لمسافات حوالي 90 كيلو متر، مشيراً أنه لا يمكن ربط الحوادث بالحفر فهو طريق من الدرجة الرابعة، بمعنى أنه غير مصمم لتحمل الحمولات الكبيرة، وخاصة الشاحنات وقد نفذ الطريق على الوضع الراهن لعدم وجود بديل آخر لمرور الآليات.
ويبين مدير الخدمات الفنية أنه في فترة الشتاء الماضية ونتيجة الحمولات الكبيرة والأمطار الغزيرة ظهرت تخريبات في بعض المواقع تمت معالجتها لعدم وجود مادة الزفت كمواد تعبيد ليصار إلى معالجتها بالمجبول الزفتي بالطريقة الفنية الصحيحة، وحالياً بعد انتهاء فترة التوقف الشتوي تم المباشرة بتاريخ 1-4-2019 بأعمال مشروع صيانة زفتية وإسعافية دورية للطريق وبكلفة 244 مليون ل.س، وكشف المهندس بكوري أن مدة الانتهاء من المشروع هي بحدود 300 يوم وقد تنخفض المدة في حال تحسنت الأحوال الجوية.
من جهته يرى المهندس الاستشاري محمد العويس أن طريق (حلب خناصر أثريا مدينة حلب و ريفها) يفتقر إلى أدنى معايير السلامة المهنية من حيث عرض الطريق الذي يعتبر طريقاً خدمياً بحسب التصنيف العالمي ولا يتجاوز عرضه حارتين نظاميتين دون وجود أكتاف أمان للطريق، علماً أنه مستخدم كطريق دولي لكافة أنواع الآليات و باتجاهين ذهاباً وإياباً مما يعرض مستخدميه للخطر, ناهيك عن وجود الحفر في الطريق وامتلائها بالماء شتاء بالإضافة لعدم وجود إنارة و شواخص وآرمات إرشادية لمستخدمي الطريق.
ويعتقد المهندس العويس أن الحلول كثيرة وهي قابلة للتطبيق وفق أولويات مديرية الخدمات الفنية بحلب والتي يجب أن تأخذ بعين الاعتبار عدد مستخدمي الطريق وأغراض استخدامه مع العلم أن هذا الطريق حالياً يعتبر شريان حلب ويمكن اعتماده بعد انتهاء الحرب كطريق نقل مواد وشاحنات ثقيلة فقط، و بالتالي يجب البدء بإجراءات إسعافية فورية من صيانة و تعريض للطريق مع تخطيطه بالدهان و فصل الاتجاهين مع وضع إشارات دليلية ترشد مستخدميه بالمنعطفات والمطبات والمخاطر.
ويطالب المهندس الاستشاري محمد العويس مديرية الخدمات الفنية أن تفكر بشكل استراتيجي ضمن الإمكانات المتاحة بالعمل على تشكيل ورشة صيانة دائمة لها تقوم بالكشف على كافة الطرق بشكل دوري وإجراء الصيانات الفورية وعدم الانتظار لحين وقوع الحوادث ووقوع ضحايا بشرية ليتم التحرك.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: