إرادة "بشير هارون" .. تنتصر على الشلل الرباعي والحرب !
رماح زوان
قد تمر هذه الأيام صعبة وطويلة على أي طالب شهادة ثانوية بسبب ضغوطات الامتحانات النهائية المقرر بدئها بعد حوالي 15 عشر يوماً، إلا أنّ هذه الأوقات تمّر بشكل مختلف على طالب مصاب بشلل رباعي !
قبل أكثر من ثلاث سنوات وفي معركة "حندرات" بريف حلب أصيب العسكري بشير هارون إصابة بالغة تسببت بشلل رباعي سُرِّح على إثرها من الخدمة، ثم انتقل ابن مدينة حلب ليسكن في اللاذقية بعد تهدّم منزله بسبب الحرب.
لم يستطِع بشير "23عاماً" تحريك سوى عينيه وإصبع الخنصر بادئ الأمر، لكن الأمر لم يمنعه من النجاح والحصول على الشهادة الإعدادية، ليبدأ برحلة العلاج الفيزيائي التي وصلت اليوم إلى مرحلة متقدمة يستطيع بشير من خلالها تحريك يديه والخروج من المنزل بمساعدة مرافق على كرسيه المتحرك والمشاركة في الفعاليات المجتمعية خاصة تلك تساعد على رسم الابتسامة على وجوه الأطفال، مثل مسير التوحد الذي أقيم في 20 نيسان الفائت والمعني بدعم أطفال التوحد وترميم وتأهيل مركز التوحد في اللاذقية والذي كان بشير أول المشاركين فيه على كرسيه المتحرك قائلاً «نحن لسنا عجزة .. نستطيع المساعدة بكل الوسائل».
يطمح الجريح بشير إلى دخول كلية الإعلام في حال نجاحه بالشهادة الثانوية الأدبية، حيث يستعين بعدة معلّمين لتلقّي الدروس في المنزل وحفظها ذاتياً، يقول بشير في حديثه مع جريدتنا «قد يكون من الصعب أن يضطر أي منا للبقاء على فراشه، لكنّ طموحي في مجال الإعلام مصدر كبير للصبر».
كما يعمل بشير على التدرّب وإجراء مقابلات صحفية مع زملائه الجرحى، عبر زيارات يجريها إلى مناولهم في اللاذقية وريفها، ويردف «تهون إصابتي وإصابة رفاق السلاح عندما نجتمع ونقص على بعضنا ذكريات المعارك»، كذلك يعمل بشير على إنتاج فيديو قصير للجرحى الذين يزورهم مسلِّطاً الضوء على تضحياتهم.
يشبه بشير نفسه بسوريا قائلاً «مهما كثرت الجراح، لا بد من النهوض والمضي قدماً، لسنا في وضعية الاستسلام ولن نكن».
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: