إلى وزارة الكهرباء صبرنا نفذ!
التقنين.. والتقنين الجائر.. والتقنين داخل التقنين الجائر، لم يعد سوء وضع الكهرباء يتوقف عند هذا الحد بل تجاوزه بمراحل أكثر تطوراً إلى أن وصل إلى قطعها عن محافظة بحالها، أو مضي أيام والكهرباء بحالة «الرفرفة».
أزمة الكهرباء في سوريا التي بدأت مع بداية الحرب السورية بإنهاك حياة السوريين بأدق التفاصيل من خلال نظام تقنين معروف باللغة المحكية مثل "3بـ3" أو "4بـ 2"، وإن ساء الحال تصل إلى "5 بـ 1".
لكن سوء حال لكهرباء وصل إلى وضع تقنين جديد اسمه "عشرة بـ رمشة" والمفارقة أن انتهاء المعارك وتحسن الأوضاع الأمنية في معظم الأراضي السورية لم يكن له علاقة طردية مع الأوضاع الكهربائية، فازدياد الاستقرارالأمني قابله انعدام كهربائي!.
وفي الوقت الذي شكرت فيه "وزارة الكهرباء السورية" مواطنيهاعلى تحملهم ظروف "التقنين" علماً أنها تجاوزت واقع الكهرباء بكلمة "تقنين"، حيث كان هناك قطع تام للكهرباء عن كامل محافظة حلب والذي سبقه قطع مشابهة عن كُل مدينة دير الزور، وأيضاً رافقه نظام تقنين يدعى "حلفان اليمين" في دمشق وريفها (وهو نظام تقنين ترمش فيه الكهرباء رمشه خلال اليوم لتمكن الوزارة من حلفان اليمين أن الكهرباء موجودة).
تطور وضع نقص الكهرباء من الساعتين إلى الساعة إلى الرمشة إلى اللاكهرباء دفعنا لمحاولة فهم ما يجري فحاولنا الرجوع تاريخياً إلى تصريحات المسؤولين عن الكهرباء وتفسيرها مثل تصريح يقول إن «الكهرباء ستعود لما كانت عليه زمان»، بقليل من التمعن نستنتج أنهم كان يقصدون بأنها ستعود تدريجياً إلى عصور ما قبل اخترع توماس أديسون المصباح الكهربائي وما قبل واخترعه الطاقة الكهربائية وتوليدها.
وحتى شكرها للمواطن على صبره كان له دلالات بعد أن استشاط المواطنين غضباً تجاوز صبر الجمل والصبّار وأخذوا المركز الأول بأكثر المخلوقات صبراً على وجه الأرض، مما يعني أنه لم يعد هناك المزيد من الصبر لديهم بعد أن نفذ المخزون الاحتياطي الذي خزنه الموطنين بعد أن صرفوا كل صبرهم خلال الثماني سنوات السابقة واحتفظوا بالقليل احتياطياً ليكملوا به حياتهم، وتم استهلاكه في الصبر على حال الكهرباء
لذلك نقول إلى "وزارة الكهرباء" وجب إعلامكم «صبرنا نفذّ».
المصدر: خاص
شارك المقال: