Saturday April 19, 2025     
00
:
00
:
00
  • Street journal

إدلب.. نهاية رحلة خفض التصعيد

إدلب.. نهاية رحلة خفض التصعيد

 

حبيب شحادة 

شكّل بيان الجيش السوري الأول من نوعه المُعلن استئناف العمليات العسكرية في إدلب ومحيطها، نَعي لتفاهمات سوتشي، وخروج من حالة خفض التصعيد إلى التصعيد المباشر والعلني، الدال على توجه الجيش السوري، وبالتنسيق مع الروسي، لإنهاء حالة السكون الحرج، وإخراج إدلب من سيطرة النصرة وأخواتها. 

كما أنّ خروقات المسلحين لوقف إطلاق النار المتفق عليه في أستانا 13، وعدم التزام الفصائل المسلحة ببنود الاتفاق، لجهة سحب السلاح الثقيل من المنطقة المنزوعة السلاح، ورفض النصرة الانسحاب بعمق 20كم2، يعني استمرار حالة التوتر والصراع دون حدوث اختراق ميداني لصالح الجيش السوري، وهذا ما دفع بالجيش لإصدار بيانه باستئناف القتال. 

 حيث تُعتبر إدلب نقطة صراع دولي – إقليمي، بدأت ملامحه تظهر بوضوح حالياً، خصوصاً لجهة عدم قدرة تركيا على الوفاء بالتزاماتها بإخراج المتطرفين والسلاح الثقيل من المنطقة المنزوعة السلاح. مُنذ أكثر من عام على اتفاق سوتشي، والأرجح أنّ تركيا كانت تريد بقاء إدلب في وضع السكون الهش دون أي تغيير، لتركيز جهودها في شرق سوريا. 

لكن ما يبدو من بيان الجيش السوري، أنّه يسعى لإخراج التأثير التركي من إدلب ومحيطها، وهذا ما يصطدم بروح اتفاق سوتشي وبالتفاهمات الروسية – التركية، انطلاقاً من تناغم الموقف حيال إدلب بين روسيا وسوريا، ودليل ذلك مشاركة القوات الروسية الجوية في عمليات الجيش السوري. 

كذلك تشكل نقاط المراقبة التركية والبالغة 12 نقطة في إدلب ومحيطها، مُعضلة في سياق تحرير إدلب، ومعالجتها ستحتاج إضافة للقوة العسكرية، قوة قانونية على اعتبار أنّ التواجد التركي يندرج في سياق احتلال أرض الغير بالقوة، إلا في حالة سحب التركي قواته بالضغط الروسي، وهو ما يمكن أن يحدث لناحية تركيز التركي على شرق الفرات في الفترة القادمة. 

كل هذه المتغيرات المتلاحقة سياسياً وميدانياً، تُوحي باستحالة بقاء الوضع في إدلب بحالة من المراوحة والشد والجذب، وبالمقابل بصعوبة استرجاع المدينة بسرعة فائقة، لكثرة التناقضات واختلاف الاجندات وتداخلها بين كافة الأطراف، ما يتطلب تنسيق عالي المستوى يمنع اتجاه الأمور نحو نسف كل التفاهمات في إدلب.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: