«إدلب» لم تغب عن «معرض دمشق» بدورته الحالية !

انطوان بصمه جي
على مدار 75 يوماً وبجهود 5 طلاب من كلية الهندسة المعمارية "جامعة حلب"، تمكنت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية السورية في جناحها بمعرض دمشق الدولي بدورته الـ 61 من عرض مجسماً يحاكي "جسر شيخانة" المشروع الضخم الذي أنشأه الفرنسيون بين عامي 1965 و 1969، الذي يعرفه معظم مستقلي القطار من محافظة "حلب" إلى "اللاذقية"، وبالعكس، منطقة شيخانة تقع غرب "إدلب" بالقرب من "جسر الشغور"، وهي حالياً خارج سيطرة الدولة السورية، المنطقة المتميزة بسحرها الطبيعي من جبال وسهول وتلال والواقعة بين محطة جسر الشغور ومحطة بداما.
يقف بعض الزائرين أمام جناح المؤسسة العامة للخطوط الحديدية ويستحضرون بعض الصور العالقة في ذاكرتهم خلال حجزهم تذكرة سفر بالقطار من حلب إلى اللاذقية وما بقي منها من ذكريات ومواقف لا تنسى، ويروي سعيد شنطة طالب سنة رابعة في كلية الهندسة المعمارية جامعة حلب لـ "جريدتنا" تفاصيل المشروع المُحاكي لجسر شيخانة والذي يبلغ طوله 356 متراً وبارتفاع 60 متراً ويصل فعلياً بين محافظتي حلب واللاذقية.
تفاصيل دقيقة تم عرضها في أكبر منصة تكنولوجية على أرض معرض دمشق الحالي إذ استخدم الطلاب المنتجات المتنوعة كالفلين والخشب لتشكيل التضاريس وإظهار التفاصيل الدقيقة والمواد اللاصقة بالغراء الأبيض والبخاخات الملونة، أما السكة فاستخدم الفريق الخشب، بينما مجسم القطار تم تصميمه من قبل الطلاب باستخدام البرمجيات المناسبة إضافة إلى البلاستيك وقص الليزر.
ويقول المشارك "عبد الله قره بللي" (طالب هندسة عمارة)، إنه «تم تجسيد الواقع الحقيقي لـ"جسر شيخانة" عن طريق مُجسم يحاكي الواقع العملي بأدق تفاصيله وتجسيده ليشاهده الزوار في معرض دمشق الدولي ومعرفة تفاصيله وسر جماله، إذ بدأت الفكرة بعد أن قدم الفريق المشارك إلى المؤسسة العامة للخطوط الحديدية التي تبنت السنة الماضية بتقديم مجسم عام لمبنى المؤسسة الكائن في حي الرازي بحلب وعرضه في معرض دمشق الدولي بدورته الفائتة وتم نقله حالياً إلى محطة القدم وبات معروضاً أمام الوافدين إلى المحطة».
أما بالنسبة إلى التكاليف المادية، أوضح المشارك "عبد الرحيم الحسن" (طالب هندسة عمارة) أن «الدعم المادي الكامل كان من قبل المؤسسة العامة للسكك الحديدية السورية وتراوحت التكلفة التقديرية أكثر من 350 ألف ليرة سورية منذ بداية المشروع في 12 تموز نهاية بتقديمه في معرض دمشق الدولي الحالي، وبالانتقال إلى الصعوبات فكانت متمثلة بتأمين مقر العمل لتجهيز المشروع "الماكيت" فتم تأمينه من قبل المؤسسة العامة للخطوط الحديدية، ذلك ضمن مبنى المؤسسة، كما واجه الفريق المشارك صعوبة أخرى هي تأمين المواد اللازمة لمحاكاة المجسم مثل الأعمدة البيتونية فقام أعضاء الفريق باستخدام مواد مشابهة كـ"الجبصين" و"الخشب" للوصول إلى تجسيد المشروع كما في الواقع كذلك صعوبة بالغة في تجسيم النفق لإظهار في شكل الانحناء الحقيقي والتضاريس الموجودة حوله، أما العقبة الأكبر كانت في صعوبة الوصل إلى الموقع الحقيقي بسبب الحرب الدائرة في المنطقة وتم الاستعانة بالصور والمخططات الموجودة في المؤسسة العامة للسكك الحديدية والاعتماد على موقع البحث (Google Earth) بالإضافة لعدم وجود مجسم لقطار الترانزيت وتم تأمين دارة كهربائية داخلية لسيره على السكة الخشبية بالإضافة إلى تركيب إنارة شاملة لكافة المُجسم المعروض.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: