Saturday April 27, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

حمضيّات طرطوس ومُزارِعوها.. أنهكتهم المناشدة والخسائر

حمضيّات طرطوس ومُزارِعوها.. أنهكتهم المناشدة والخسائر

ريتا علي

لا يخفى على أحد أهمّيّة الساحل الزراعيّة التي لطالما أمدَّ ويُمدُّ مختلف المناطق السورية قبل وخلال الأزمة بمختلف المحاصيل الزراعية المهمّة لمعيشة كل مواطن في البلاد. 

كما لا يخفى على أحد جودة المحاصيل الزراعية التي تُزرع فيه، والتي تضاهي بجودتها أهمّ المنتوجات العربية وغير العربية، حتى إنّها كانت تصدّر إلى خارج البلاد لدعم الاقتصاد الوطنيّ، وقبل كلّ شيء تحقيق الاكتفاء الذاتي للبلاد.

ومن البدهيّ أنّ قِوام هذه المحاصيل هو الفلاح الذي يعاني الأمرّين من تعب وجهد ووضع معيشي لا يقارن بغيره، حتى باتت كلّ آماله وآمال أولاده تعلّق على ما سيُجنى من هذا التعب والكدّ في نهايةِ كلّ موسم. 

وغير خافٍ على أحد ما سيحصل في حال توقفت هذه الزراعة في الساحل، والسؤال المطروح "هل يعي مسؤولونا هذه الحقيقة ويعملونَ بها؟"، الجواب يعكسه واقع فلاحي "طرطوس" هذا العام كما كل عام مرّ سابقاً.

وها هيَ قصة ومعاناة تصريف الفلاحين في "طرطوس" لمحصولاتهم الزراعية من حمضيات وتفاح وبطاطا تتصدّر العنوان الأعرض كما كل عام، والمعاناة التي تسبق زراعتها قبل جنيها وتصريفها. 

ففلاحو طرطوس هذا العام، وعلى الرغم من الوعود المتكررة سنوياً بدعم التسويق، يعانون اليوم من تكرار عدم إمكانية تصريف محصولاتهم الزراعية، -وخاصة الحمضيات- وهذه السنة مع الأسف لم تشذّ عن القاعدة، ولم تختلف عمّا سبقها، فبعد ما جرى مع محصول التفاح ها هي القصة تتكرر مع الحمضيات وربما مع غيره من المحاصيل لاحقاً.

وعلى الرغم من وعود الحكومة بما يخص موضوع تسويق الحمضيات، وإعلانها خطوات مهمة تم اتخاذها في سبيل تسويق أكبر كمية من الحمضيات، وأنّه تمّ إنشاء عشرات من خطوط التوضيب والفرز لغايات التصدير، كما إبرامُها عقوداً مع العديد من الأسواق الخارجية لتوريد الحمضيات السورية إليها، بدعم وإشراف ومتابعة منها ومن الجهات المعنية، كما الوعود بالاهتمام بتسويق الحمضيات بالأسعار العادلة والمتوازنة والمتابعة الدورية لواقع مواسم الحمضيات "شراء وتسويق داخلي وتصدير خارجي" من خلال عمليات البيع والشراء من حقول الفلاحين، وأهمية وضع المعابر الحدودية مع عمليات التحرير التي أصبحت أفضل من حيثُ إمكانيّةُ تصدير كميات أفضل من مختلف الزراعات والمنتجات التي بدأت تعود الى مستويات انتاجها التي كانت قبل الأزمة، إلّا أنّ واقع تسويق الحمضيات لا زالَ مزرياً، حيث بلغت خسائر الفلاحين هذا العام أضعاف العام الماضي.

يقول المواطن "محسن - أبو هيثم" من ريف "صافيتا": "بيع 644 كيلو الليمون الحامض نوع "ماير"، بمبلغ 13000 ل.س، احتسبنا منهم 6000 ل.س سعر العبوات، و8000 أجرة القطاف والنقل، عدا عن تعب الفلاح ومن يعمل معه، وبالتالي خرج الفلاح مكسوراً مقهوراً، حالي حال جميع المزارعين، وذلك ينطبق على باقي الأنواع".

رئيس اتحاد فلاحي طرطوس "مضر أسعد" أكد بدوره أنّ «وعود رئيس الحكومة خلال زيارته الأخيرة لطرطوس فيما يخص تصريف الحمضيات لم تتمّ»، مبيناً أن «عدة أصناف من الحمضيات انتهى قطافها ما ترتب على الفلاحين خسارات مضاعفة».

وكان مدير "مكتب الحمضيات" في "وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي" سهيل حمدان صرح في وقت سابق، أنّ إنتاج الحمضيات هذا الموسم لم يتغير وعلى الرغم من معاناة الفلاحين بالتسويق، فإنّ إنتاج طرطوس زاد 30 ألف طن عن العام الفائت، حيث قدّرت مديرية زراعة طرطوس إنتاج المحافظة الأولي من الحمضيات للموسم الزراعي الحالي بنحو 256 ألف طن من مختلف الأنواع، منها نحو 84 ألف طن من الليمون الحامض، و98 ألف طن من البرتقال، و48 ألف طن من اليوسفي، و24 ألف طن من الليمون الهندي.

ولكنّ سعر الكيلو حسب دراسة لوزارة الزراعة بلغ 72 ليرة، على حين يباع بـ40 ليرة أي أقل من تكلفة القطاف والنقل.

هذا، وانخفض متوسط سعر كيلو الليمون الحامض هذا الموسم إلى/80/ ليرة سورية، بينما كان متوسط سعر الكيلو بداية إنتاج الموسم الماضي/150/ ليرة، فيما يبلغ حالياً متوسط سعر البرتقال /60/ ليرة مقابل /100/ ليرة بداية الموسم الماضي.

ويوجد نحو/600/ ألف طن حمضيات فائضة عن حاجة السوق السوري، لا يمكن تصريف سوى جزء بسيط منها عبر معبر نصيب الحدودي مع الأردن، وفق ما ذكره المستشار الفني في "اتحاد الغرف الزراعية" عبد الرحمن قرنفلة مؤخراً.

ويناشد فلاحو طرطوس اليوم، ممثلون باتحادهم الجهات المعنية بالتدخل السريع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، بعد ما تشهده طرطوس في هذه اللحظات من مناظر ومشاهد مؤلمة لتلف الحمضيات على أشجارها بسبب قلة التصريف وتدنّي السعر والظروف الجوية الحالية.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: