"حلوان الولد الجديد".. هل متوفر عند جميع الأسر السورية؟
حسن سنديان
قبل سبع سنوات كان حلوان المولود الجديد تقليد أساسي في سوريا، بين أغلب الطبقات في المجتمع.. المتوسطة والغنية، ودون الوسط، ولكل منهم حسب دخله الشهري، لكن في وقتنا الحالي قلّت هذه التقاليد في أغلب الطبقات الاجتماعية، وأصبحت محصورة في طبقة واحدة فما السبب؟.
بين البساطة والتفاخر يتم تداول مفهوم حلوان المولود عند أغلب الأسر السورية،.. بدءاً من الكراوية المشهورة انتقالاً إلى الشوكولا والحلويات العربية الفاخرة، يقابله الشوكولا البسيطة وفرحة العائلة فضلاً عن ضيافة خجولة للمباركين عند باقي الأسر ذوي الدخل المتوسط.
تروي لنا "يسرى" خالة وعمة بنفس الوقت "54 عام" قائلةً "كنا نفرح بحلوان الولد البسيط.. ونقدر نأمن الشوكولا والحلو والكراوية"، تتابع الخالة حديثها وتقول: " اليوم أصبح الأمر تظاهر وتفاخر "ومين بيقدر يأمن العلبة الأحلى والأغلى بغض النظر عن نوعية الشوكولا طيبة أم لا".
أما عن الدخل المادي وكيف تحول بين تلك السنوات وقتنا الحالي تقول "يسرى": «الآن تغير الوضع وأصبح الغلاء المعيشي هو المتحكم بالفرحة بالمولود الجديد.. ولكن البساطة واللقمة الطيبة، ولمة العائلة لا يمكن أن تكون في يوم من الآن عبئ على أحد".
"الكراوية" الحساء المشهور للمولود الجيد.. ما التكلفة؟. من المعروف أن حساء «الكراوية» الساخن، وهو تقليد شامي عند أهل «دمشق» منذ أكثر من 150 عاماً ولا يزال حتى الآن، ويقدم حصرياً في هذه المناسبة فقط وفي فصل الشتاء.. يتحضر من الأرز والفستق الحلبي المطحون، واللوز المبشور، وجوز الهند، والجوز البلدي.. فأصبح هذا "الحلوان" في وقتنا لأسر دخلها عالي، حيث كانت قبل 8 سنوات تستطيع الأسر ذوي الدخل المتوسط أن تؤمن هذه المحتويات التي أصبت أسعارها حالياً فوق الخيال.
تتحدث أم محمد "من أصحاب الدخل المحدود" وهي أم لــ 5 أولاد": قبل ثماني أو تسع سنوات كان دخلنا جيد "أي قبل الحرب" وكنا نوفر هذه المواد من أجل صنع الكراوية.. أم الآن تغيرت الأحوال وأصبح الأمر ضيافة صغيرة "والمهم يجي الولد ومعو الفرحة".
أغلب الأسر تغيرت بها الأحوال فالفقير أصبح غني والغني أصبح فقير أو متوسط، تقول "أم محمد" عن تغيّر الوضع المعيشي للأسر السورية بعد الحرب.
وأضافت: "حق المولود الجديد بات متعلق بالوضع المعيشي وأصبح "مهدور" بسبب الأزمة.. وبعض الأسر باتت تهتم بالفرحة أكثر من الضيافة والمفاخرة بنوع القطعة".
والسؤال الأخير هل أصبح المولود الجديد يحدد نوع الضيافة في وقتنا الحالي أم فرحة جديدة يعيد فيها لم شمل العائلة بعد هذه الحرب؟.
المصدر: خاص
شارك المقال: