هل يواجه «الإرهاب» بمثله.. ؟
لم يسبق وأن أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن أي عملية تفجير في مناطق تحتلها القوات التركية أو الفصائل الموالية لها.
وخلال سنوات خلت، لم يكن التنظيم الذي اعترف بمقتل متزعمه "أبو بكر البغدادي" يضع في حساباته الميدانية الهجوم بسلاح المفخخات في غير مناطق سيطرة الدولة السورية، أو مناطق انتشار "قوات سوريا الديمقراطية"، مع ملاحظة أن "داعش" لم يستهدف أي نقطة أو قاعدة أو دورية للقوات الأمريكية، على الرغم من أن نقاط هذه القوات والطرق التي تسلكها، معروفة من قبل السكان المحليين، ولكون التنظيم لا يخجل من التباهي بأي عملية ينفذها أيا كان حجمها، فالسؤال عن التفجيرات التي تحدث ضمن مناطق انتشار قوات الاحتلال التركي والفصائل الموالية لها، يشير إلى أحد احتمالين:
الأول بكونها عمليات انتقامية فيما بين الفصائل الموالية لـ"تركيا" نتيجة للخلافات التي تجمعها، أو أن تكون "قسد" هي من تقف وراء مثل هذه العمليات.
والاحتمال الثاني أقرب للمنطق قياساً بالعمليات التي سجلت مؤخراً في "سلوك - تل أبيض - حمام التركمان" في ريف "الرقة"، فالفصائل المشاركة في العملية التركية لم تختلف حتى الآن على أي ملف أو غنيمة - إن صح التعبير- وبالتالي تحضر "قسد"، في رأس قائمة الجهات المتهمة بالتنفيذ.
في العقائد القتالية لـ"حزب العمال الكردستاني"، تتواجد العمليات الانتحارية والمفخخات، كواحدة من أساليب الهجوم، وقد سجل عدد من العمليات التي نفذت داخل "تركيا"، وتشير طريقة التعاطي الإعلامي من قبل الوسائل الناطقة بالكردية أو الممثلة لرأي "قسد"، إلى أن الأخيرة هي من تنفذ هذه العمليات، فالأمر يبدو في وسائل الإعلام الكردية في كل عملية تفجير جديدة، على أنه إنجاز عسكري ضد القوات التركية، لكن هل يمكن اعتبار عملية التفجير التي وقعت صباح يوم أمس السبت، وسط مدينة "تل أبيض" المحتلة عمل عسكري ضد القوات التركية، علماً أن من بين الضحايا الـ 19 أطفالاً من أبناء المدنيين الذين لم يتمكنوا من النزوح عن المدينة قبل انسحاب "قسد"، منها بدون عمليات قتالية تذكر.
في الدعاية الإعلامية لـ "قسد"، تروج لنفسها على أنها قوة وطنية سورية تقاتل "الإرهاب"، وقد أبدت شيئاً من القتال في مدينة "رأس العين"، وإن كان سلاح المفخخات والتفجيرات يمكن أن يصيب العدو المتمثل بقوات الاحتلال التركي والفصائل الموالية له، بخسائر كبيرة على مستوى العتاد والعديد، فإن ذلك لا يبرر الاستخدام غير المدروس أو المبني على أسس إرهابية لهذا السلاح، ومن غير المنطقي أن يتم تنفيذ عملية تفجير في منطقة مكتظة بالسكان كما حدث في "تل أبيض"، يوم أمس، ومن قبلها بيوم في منطقة "سوق الهال" بمدينة "عفرين"، فالإرهاب لا يكون حالاً مع الإرهاب.
إن "قوات سوريا الديمقراطية" كجهة غير شرعية السلاح، تجد نفسها غير ملزمة بالقانون الدولي للحرب، وقد ارتكبت سابقاً بالتشارك مع واشنطن عدد كبير من المذابح بحق المدنيين كما حدث في مدينة الرقة، ومن ثم هجين وانتهاءً بقرية "باغوز فوقاني"، التي كانت تعد آخر معاقل التنظيم قبل ارتكاب جريمة إبادة جماعية لمن بقي محاصراً في مخيم الباغوز في الليلة التي سبقت السيطرة عليها من قبل "قسد"، والأمريكيين في 19 من شهر آذار الماضي، ويمكن القول إن سلسلة العمليات التي تنفذ في مناطق تحتلها تركيا في مناطق تجعل من المدنيين ضحايا للعمليات، لا تخرج عن دائرة جرائم الحرب، ولو أن هذه العمليات كانت بقصد استهداف العدو التركي وفصائله، لكانت "قسد" قد درست الأهداف بشكل أكثر جدية، وبحثت عن طريقة للتأثير المباشر على القوات العسكرية للاحتلال التركي وفصائله، مع الإشارة هنا إلى أن "قسد" دائمة التباهي بما تسميه "الاستخبارات العسكرية" التابعة لها، والتي كان أعظم إنجازاتها سرقة "لباس داخلي"، أسهم في تحديد وتأكيد مكان وجود "البغدادي" في قرية "بريشا" بريف إدلب قبل مقتله.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: