Sunday May 19, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

هل انطلقت مسيرة البحث العلمي ؟

هل انطلقت مسيرة البحث العلمي ؟

حبيب شحادة

لا شك في أنّ التغيير الحقيقي يحتاج إلى رؤية وسياسة واضحة مع آلية تنفيذية تضمن نجاحه. إذ ليس الهدف من التغيير تعديل الشكل دون المضمون. وفي هذا السياق، هل قامت وزارة التعليم العالي (عفواً وزارة التعليم العالي والبحث العلمي) كما أصبح اسمها اليوم - هل قامت – بوضع رؤية واضحة للبحث العلمي في الجامعات السورية؟ 

حيث غيّر مشروع القانون الخاص بوزارة التعليم العالي الذي ناقشه مجلس الشعب (15/10/2019) اسم الوزارة إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، يبدو أنّ الوزارة كانت تنتظر تغيير الاسم، مع إضافة عبارة البحث العلمي حتى تنطلق مسيرة البحث العلمي في الجامعات السورية. 

ربّما لا تدرك وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أنّ البحث العلمي يحتاج إلى مقومات عديدة. حيث علقت د. نسرين زريق عبر صفحتها الزرقاء قائلة، "إذا أضافوا كلمة البحث العلمي صارت وزارة العلماء"، كما دعت إلى احترام أساتذة الجامعات برواتب محترمة وصلاحيات، مضيفةً، «أنّه لا يوجد مخبر واحد في سوريا يخدم البحث العلمي. مع ذلك تسعى الوزارة لتنمية البحث العملي!».

هل تعلم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أنّ "إسرائيل" تنفق 4.7% من دخلها سنوياً على البحث العلمي، بينما ينفق العرب 0.2% سنوياً، وأنّها تنفق ضعف ما ينفقه العرب مجتمعين على البحث العلمي؟ وهل تعلم أنّ البحث العلمي يتربع على قائمة أولويات الجامعات الإسرائيلية؟ حيث تحظى الجامعات الإسرائيلية بمراكز متقدمة على المستوى العالمي حسب التصنيفات الدولية. 

يبدو أنّ إضافة جملة البحث العلمي دون توفر بنى بحثية في مجالات البحث العلمي لدى الجامعات السورية لن يغير شيء في كفاءة وانتاجية الجامعات السورية التي تقع خارج التصنيف العالمي. وفي حين تبلغ ميزانية القرطاسية 9.2 مليار ليرة، لا تتجاوز ميزانية البحث العلمي 200 مليون ليرة بالسنة كما أضافت زريق في منشورها. فأين البحث العلمي؟ 

يذكر، أنّ أغلب طلاب الدراسات العليا يعانون من مواقع البحث العلمي، فلربّما تعلم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أنّ جميع المواقع البحثية مأجورة أو حتى أنّها محظورة، في حين المواقع الإباحية (+18) جميعها مفتوحة للعموم، ولا عناء لروادها. 

لا تزال الوزارات السورية، وهنا وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، تدور في محاولات تغيير غير واضحة المعالم، وغير مستندة إلى دراسات بحثية ومسحية حقيقية، وإلا لما كانت وزارة التعليم تحتاج إلى إضافة جملة البحث العلمي، خصوصاً وأنّها تمتلك مديرية للبحث العلمي منذ عام 1966 وحتى اليوم ولم يُحدث ذلك في البحث العلمي أي تقدم.

 

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: