حكومة ولكن!
خاص
لا شك في أنّ أغلب حكومات الدول تسعى لتحقيق مستوى معيشي لائق لمواطنيها دون أن تجعلهم يحسون بأنّها تُفضل عليهم انطلاقاً من واجب الحكومة في خدمة المواطن وتحسين نوعية حياته.
حيثُ صرح رئيس مجلس الوزراء عماد خميس بأنّ: "من يعتقد بوجود حكومة مثالية وشفافة بشكل مطلق فهو واهم". ويبدو أنّ كلام خميس لا يخرج عن نطاق تبرير الفشل الحكومي في معالجة كافة القضايا التي تلتصق بحياة المواطن بشكل مباشر.
ربّما لا يوجد حكومة شفافة بشكل مطلق، لكن أيضاً لا يوجد حكومة تكذب على المواطن حتى في نشرات الطقس، وتحمله مسؤولية كافة الأزمات المعيشية بدل أن تُحمّل نفسها المسؤولية عن تلك الأزمات المتكررة والمتلاحقة بشكل دائم.
حكومة فشلت في كل شيء، وكانت كل سياساتها وبرامجها في غير صالح المواطن، حكومة تتحدث أكثر مما تفعل، حكومة تُجيد سياسة الوعود بتحسين حياة المواطن المستعصية على التحسين ربّما بفعل عدم تقدير المواطن لسهر أعضاء الفريق الحكومي على تأمين احتياجات المواطن. وعدم تقديره لظروف البلاد التي تعاني منها ربّما فقط الحكومة، وليس المواطن الذي يعاني.
"نريد تحسين المعيشة، وهذا الأمر هاجس الحكومة الدائم، لكن من يعتقد ألا تحسين إلا بزيادة الرواتب فهذا مجافٍ للحقيقة، لأنّه عندما يكون الواقع الاقتصادي في البلاد جيداً بمجمله فسوف ينعكس ذلك بالتأكيد على معيشة المواطن" هذا الكلام أيضاً لرئيس الحكومة.
يمكن أنّ رئيس الحكومة لا يعلم أنّ زيادة الرواتب تحسن حياة الموظف فقط من المواطنين وليس كل مواطن، لذلك فهو يرفض زيادة الرواتب ويربطها بحجة تحسن الواقع الاقتصادي كي لا يحدث شرخ طبقي بين فئات المجتمع.
من ثم من يمنع رئيس الحكومة من تحسين الواقع الاقتصادي، لماذا يا حكومة لا تحسنوا ذاك الواقع؟ ليتسنى لكم تحسين حياة المواطن، أم أنّكم تنتظرون نهاية الأزمة / الحرب للبدء بذلك، إن كنتم تنظرون نهاية الحرب / الأزمة فكفوا عن تصريحاتكم غير الشفافة، وكفوا عن إلقاء اللوم على المواطن في كل شيء.
المصدر: خاص
شارك المقال: