"هالكم سنة.. شو تغيّرت فينا الدّني!"
جوان ملا
تفاصيل الماضي قد تجتمع بصورة، أنت لا تعرف كيف اختلفتَ كل هذه السنين وماذا استجدّ على روحك وعقلك من أفكار ودروس استفدتَ منها أو وقعتَ في براثنها، إلى أن جاء ذاك التحدي على وسائل التواصل الاجتماعي "تحدي العشر سنوات" الذي يعيد لحظاتك إلى الوراء.
الجميع من فنانين وأشخاص وحتى سياسيين انهمكوا بنشر صورهم وهي توضح الفرق الحاصل عليهم منذ عشر سنوات حتى اليوم، وتغزّل الكثير بجمالهم وعدم اختلافهم كثيراً عن ذي قبل، أو ازديادهم جمالاً، لكن ماذا عن الروح؟.
لا بد للشكل أن يختلف، ولا بد أن نرى على وجوهنا علامات النضج في العمر، لكن في النظر ملياً إلى هذه الصورة سنعرف أن الاختلاف لم يكن شكلاً فقط، فالروح شاخت ورسمت على معالمنا ملامحها أثناء العيش في فترة الحروب وتعاستها، كبرنا بين النيران، ونال التعب من أجسادنا، أضنت الغربة أحبابنا وأهالينا وأصدقاءنا، والبيوت التي تهدّمت اليوم هي مرتعٌ لكل شخص مارق إلا لأصحابها الذين خرجوا ولم يعودوا.
هجرانٌ وفقدانٌ وصرخاتٌ وموتٌ كانوا عناويناً لهذي السنوات العشر، تجاعيد الزمن خطت على الوجوه أولى خطوطها بعد أن سُرِقت منا راحتنا، فصارت همومنا عبارة عن جرة غاز، ربطة خبز، كهرباء وماء ومازوت، ومازالت الطوابير تملأ الطرقات في أوطاننا العربية منتظرةً كلّ شيء، لكن لا شيء يشي بشيءٍ جميل آت.
عشر سنين زاد عمري، أسافر ملوّحاً بيدي أمّي، ألبُسُ وحدي ثوبَ العُرسِ، لا أعرف كيف أُرتّب طُرقي، عشر سنين زاد عمري والتحدي لم يزدني إلا هماً، فربما شكلي أصبح أجمل، إنما الروح تشتاق لكل شيء، وهي متعطشة للبقاء على عتبات الماضي تطرقُ أبواباً خلعها عنف الحاضر ومجهول المستقبل.
إن التحدي ليس أن نبدو جميلين بعد مرور عقد علينا، بل أن تبقى تفاصيلنا مفعمة بالراحة والحب في أوطاننا، وألا نبكي مئة مرة على زهرات شبابنا التي ارتمت تحت التراب أو اقتلعتها رياح الابتعاد، فأين التحدي من هذا؟.
المصدر: خاص
شارك المقال: