Friday November 22, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

غني أم فقير.. دخان وقرص كبة بدمشق؟

غني أم فقير.. دخان وقرص كبة بدمشق؟

خاص/ حسن سنديان 

باتت دمشق تشبه لندن ولكن بسوادها.. فلم يعد الكثيرون يبحثون عن فيروز والدفء بين حاراتها القديمة.. بل باتوا يبحثون عن لقمة العيش التي أصبحت صعبة المنال في أيامنا هذه.

عند مدخل القيمرية في باب توما.. ترى أرقاماً لم يشهدها السوريون منذ بدء الحرب في البلاد.. إنها التسعيرات الخيالية لعلب الدخان والمواد الغذائية وغيرها..عند دخولك "القيمرية" في تلك "الزاروبة الضيقة".. تقف امرأة هناك عند فسحة على باب منزلها.. تبيع الكبة "المشوية" و"المقلية".. لكن لم تعد الرائحة تشدك للشراء بل باتت تشدك أكثر إلى السعر.

"الخالة" الخمسينية.. وضعت لافتة لسعر قرص الكبة.. ولكنه غير واضح جلياً.. وإنما الرائحة تدفعك للمشي سريعاً نحو لافتة التسعيرة.. وعندما تصل هنا المفاجأة، "القرص بــ 500 ليرة"!.. بعد عدة أمتار ترى تسعيرة لأغلب أنواع الدخان أرخصها بــ 1300 ليرة.، كيف لهذه المعادلة أن تتم؟

هنا الأمر محير تماماً.. بين قرص "الكبة" بــ 500 ليرة" ودخان.. بــ 1300 ليرة"، فأنت الآن أمام خيارين لا بل أمام صراع المعدة، و"النيكوتين" لاستمرار إدمانك، إما أن تغتم الفرصة وتشتري بهذه التسعيرة، وتنال قرص الكبة الذي لن تراه مجدداً، أو تذهب للبحث عن علبة دخان بسعر أرخص.. لأنه وببساطة عند عودتك لصاحب الدكان بتسعيرته السابقة ستجدها مضاعفة، ولربما ستكسب سعر "الخالة" وقرص الكبة الشهي.. فعن ماذا ستتخلى "الدخان أم الكبة"؟

 

 

 

 

 

المصدر: خاص

شارك المقال: