Friday May 3, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

غابي صهيوني ينتقد الواقعين الفني والحياتي

غابي صهيوني ينتقد الواقعين الفني والحياتي

بديع صنيج

أن تكتب وتُلحّن وتُغني وتُصوّر وتُسجّل وتُمَنْتِج وتُمَكْسِج، أي أن تكون فناناً تنطبق عليه مقولة "سبع صنايع والبخت ضايع"، فهذا بحدِّ ذاته واقع لا يصحّ معه إلا السخرية المُرَّة، لكن إن تَجَاوَرَ ذاك الواقع الفني مع نظيره الحياتي الأكثر مرارةً وقهراً، فإن الناتج الإبداعي سيكون من رتبة أغنية "جاري فايز" التي كتبها "ياسر صبرا" ولحنها المُبدع المتنوع والمتعدد والاستثنائي "غابي صهيوني"، ونشرها على حسابه الفيسبوكي بأسلوبية كوميدية متوسِّطاً صديقيه المُلتَحِفَين بحرامات شتوية، يعزف على الأورغ الخاص به، ويغني، بينما لعبَ صديقاه بهيئتهما المُضحكة دور الكورس، وبين الفينة والأخرى يضعون السيجارة في فمه لـ"يمجَّ" منها مجّة طويلة، بحيث تتناسب جلستهما مع ما تحكي عنه الأغنية، في إشارة للواقع السوري من فقدان للغاز والحليب والكهرباء والرغيف،... وللكرامة الإنسانية بالعموم، في ظل تسلُّط أصحاب النفود والمُقتدرين الذين «ينفشون» ريشهم باستمرار، ولا يهتمون بالتقنين مهما «طوّل» بسبب سرقاتهم والدعم الذي يحصلون عليه على طول الخط، بحيث يبقون منعزلين في أبراجهم العاجية، بعيداً عن الأزمات اليومية، فهم "أبناء ذوات" ولا يجوز أن يتمرَّغوا بالوحل كما بقية أبناء "الشعب المسكين"، لأنه ببساطة «نحنا الفرع وأنت الأصل» بحسب كلمات الأغنية التي تقول: 

«جاري فايز فعلاً فاز.. واستولى على جرة غاز

جايب طرد "النان" وجاية.. نافش ريشو بها الإنجاز

... 

بيتو صاير طابق أول.. ما بيهمو التقنين إن طوّل

قافل باب المصعد عندو.. سارق خط تريبل فاز

...

يا فايز يا بن المدعوم.. عايش ما بتعرف الهموم

ما عندك أزمة كل يوم.. لا بتنقهر ولا بتحتاز».

وفي إشارة إلى الجرائم الإلكترونية، والتُّهم بـ"وهن نفسية الأمة"، و"إضعاف الشعور القومي" وخلافه، إلى جانب الخوف المُتغلغل في النفوس من "بيت الخالة" تختتم الأغنية بإشارة تقول أن «كلمات هذه الأغنية لا تمت للواقع بصلة، تتحدث عن وضع مجهول، وحدثت في بلد مجهول، وفايز هو شخص مجهول».

ولمزيد من الفكاهة وتصوير قسوة الواقع الفني والحياتي، يتابع "التتر" ذكر أن هذه الأغنية تسجيل: "هواوي mate10 برودكشن" وغناء: جابر للموسيقى، أبو جورج ريس المينا، ودير عطية عدسة تلاتمية، أما التصوير فلـ"Nikon D7200"، والكاميرا مان: «ما حدا ثبّتناها»، بينما المونتاج لـ: "دير عطية عدسة تلاتمية"، والإشراف الفني: "أبو تليم زهر الفول"، مساعد مشرف فني: "عدولة معك 50؟"، ولكون الكهرباء مقطوعة فإن الإضاءة: "ع البطارية"، والـSubtitle: لـ"أبو أحمد فريزة" والإنتاج: شخصي جداً.. والرزق على الرزَّاق.

 

 

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: