Sunday November 24, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

في يوم اللاجئين .. "مقام البؤس" طاب في التجربة السورية !

في يوم اللاجئين .. "مقام البؤس" طاب في التجربة السورية !

 

عبد الغني الحمد

 

بعد ليل طويل ومتعب، أخذ العمل المضني منه جزأه الأكبر، استفاق أيمن وهو لاجئٌ سوري في النمسا على إشعار من "فيسبوك" يذكّره بأن اليوم هو المصادف للعشرين من حزيران/ يونيو، وهو اليوم الذي تحتفل فيه المنظمات العالمية الحقوقية والإنسانية بيوم اللاجئين العالمي، وأول ما قفز إلى باله سؤال لم يكن يعتقد يوماً أنه سيجيب عنه في حياته، ماذا سأقول للاجئين في عيد معاناتهم، وما الذي سيقال لي في عيدي الجديد؟! 

وهنا كان لا بد له أن يقرأ الكثير من المقالات التي تضع في حسبانها الجداول اليومية للمناسبات، كما هو الحال في غالبية وسائل الإعلام المكتوبة حول العالم، وكان له أن يقرأ في إحدى الصحف العربية، "في يوم عيدهم يتذكر روّاد السينما أبرز إنتاجات الفن السابع في معالجة القضية، ويتصفح القرّاء أهم الكتب التي صورت حالاتهم عبر مختلف الأجيال والأزمان، ويبتسم النجوم الذي حصدوا الجوائز العالمية بتجسيدهم للمعاناة في وقت لا يتجاوز ساعة أو اثنتين لعرض الفيلم أو المسلسل، في الوقت الذي يبحث فيه أحد اللاجئين عن وسيلة جديدة لكسب بعض من المال في أوقات فراغه التي لن تزيد في أغلب الأحيان عن ساعات معدودة .. 

حالات هجرة مختلفة حول العالم، توصف حيناً بالصعبة وتارةُ بالمثيرة للشفقة وطوراً بالحزينة في سرد ظروفها، لكن التجربة السورية في الهجرة تمكّنت من جمع الأطوار كلها، لا بل تحوّلت في حد ذاتها إلى مثال يمكن الاستشهاد به في مستقبل البشرية، التي لن تنهي أزمة اللاجئين في ظل حروب قادمة لا محالة .. 

لطالما كان البحث عن حياة أفضل هو ما أراده أي إنسان على وجه الأرض، وهو ما حذا بالإنسان القديم للضرب في أقاصي الأرض سعياً وراء الأسمى، ومع المعطيات السيئة والظروف الشاقّة، يقف السوريون المهاجرون أو المهجّرون اليوم، مذعورين من فكرة هجرة أخرى، ذلك أن بعضاً من الحكومات المستضيفة، ضاقت بها مشاكلها وعصف بها فسادها، صارت تجد في اللاجئين السوريين ملاذاً للهروب من أخطائها، وقالباً يمكنه استيعاب شكل المصائب التي يأتي بها المسؤولون على الطريقة التي يشتهونها، فباتت تلك الدول التي تصنفها المنظمات الأممية في خانة الدول "الداعمة لحقوق الإنسان"، أشبه بسجن مظلم يفتك البؤس به، لكنّ الخارج عامر بالقهر، فطاب مقام البؤس" 

 

 

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: