Tuesday October 8, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

في طرطوس.. من "البراغي والعزق" إلى "مجسمات فنية" تحاكي الحرب !

في طرطوس.. من "البراغي والعزق" إلى "مجسمات فنية" تحاكي الحرب !

نورس علي

يقدم "محمود حمود" تشكيلات ومجسمات فنية من كتل معدنية صماء، لمجنزرات عسكرية ومدنية عرفت بأحجامها الكبيرة، فيشكل في ذهنه الفكرة ويكاملها من مختلف جوانبها ويجسدها واقعياً من بقايا خردة الصيانة التي يقوم بها.

ظروف الحرب والخدمة الاحتياطية لم تمنع الشاب "محمود" ابن حي "العريض" في مدينة "طرطوس" الذي ولع منذ بداية شبابه بأعمال صيانة هياكل الآليات الثقيلة كالشاحنات والسفن البحرية، حيث كانت لمساته في هذا المجال معروفة لدى جميع الحرفيين، وكان مقصد لصيانة جميع الهياكل المعدنية العملاقة المستعصية، وفق تصريحه الخاص لجريدتنا.

وعن المجسمات المعدنية التي ابتكرها في ظل ظروف الحرب قال: «عملي الأساسي في حياتي الطبيعية ضمن صيانة هياكل الشاحنات الكبيرة أو ما يسمى "التريلا" وكذلك السفن البحرية خلال رحلات الإبحار التي قمت بها، أي أنها مهنتي التي أحبها وأعطيها كل ما لدي، في الوقت الراهن خلال خدمتي الاحتياطية لم ابتعد عن مهنتي حيث أعمل في صيانة هيكل العربات المجنزرة "الدبابات" والعربات المصفحة، وخلال هذا العمل ينتج لدي الكثير من قطع الخردة الصغيرة ذات الكتل الصماء، فأحاول العبث بها فكرياً من خلال موهبتي وبأسلوب احترافي فني، فأنتج مجسمات تحاكي الواقعية، وأمضى جل أوقات فراغي في تصنيع وتركيب قطع الخردة التي أجمعها مع بعضها البعض بأسلوب فني جميل، فأنتج منها مجسمات معدنية مصغرة للعربات المصفحة والمجنزرة التي قمت بصيانة هيكلها، من مبدأ لا يوجد لدي قطع يمكن اعتبارها تالفة، لأن جميعها مشاريع أفكار فنية احترافية».

يضيف: «أذكر أن خطيبتي أرسلت لي صورة لقالب كاتو على شكل سفينة بحرية في إحدى المناسبات السعيدة لنا، وهنا قمت بصناعة ذات شكل السفينة من الصفائح المعدنية التي تحتاج إلى النار لتطويعها وبعض المعدات المخصصة للكتل المعدنية الصماء، وحينها خصصت مجسم السفينة كموقد لإشعال الفحم، وكذلك شكلت من البراغي والعزق والمحاور المعدنية مجسم دبابة حديثة، وهي من وحي واقعي اليومي».

إذاً هي أفكار تدور في مخيلتي لا يمكنني التحكم بها أو إبقائها حبيسة أفكاري، فأخرجها بطريقة حرفية فنية جميلة كرسالة أن الحرب ليس أداة للقتل بل هي حالة لخلق السلام والمحبة. 

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: