في كفر نبودة .. الجيش انسحب ليعود !

خاص
بعد سلسلة من الهجمات في الأسابيع القليلة الماضية، أعلن الجيش السوري سيطرته على بلدة كفر نبودة الاستراتيجية بريف حماة الشمالي، فاسحاً المجال حينها لمزيد من التقدم على الأرض تمهيداً للدخول الحاسم في معركة الشمال السوري، لكن ذلك لم يسر وفق هذا السيناريو، إذ أن أسباب الجيش السوري في ذلك لم تكن على صفحات وقنوات الإعلام الذي تابع سير المعركة، بالتالي فإن هناك ما دعا الجيش للانعطاف نحو خيارات ميدانية أخرى، فاجئت المسلحين ووسائل الإعلام، تمثل ذلك بقرار الانسحاب من كفر نبودة.
البلدة التي تكبد فيها المسلحون خسائر كبيرة، تعيش اليوم على نداءات "رص الصفوف" و"جمع القوى" في إطار توحيد جهودها لإيقاف تقدم الجيش، ليبرز بذلك سبب وجيه دفع الجيش لاتخاذ قرار الانسحاب، فحشد التنظيمات المسلحة قدر الإمكان في رقعة جغرافية واضحة المعالم، سيعين الجيش على إنهاء المعركة لصالحه بأقل قدر من الخسائر، كما سيساهم في اختزال الوقت والتفكير بخيارات إضافية من شأنها بسط سيطرة الجيش على مناطق أخرى، ليكون بذلك تقدم سريع وخاطف يفضي إلى استعادة الكثير من المناطق المجاورة لكفر نبودة.
المتابع لسير المعارك يدرك جيداً أن قوات الجيش نجحت في تحقيق التقدم السابق بالاعتماد على القدرات الحربية السورية بالدرجة الأولى، ذلك أن تفاهمات آستانا جعلت الجانب الروسي في موقف الملتزم بصيغة تجنبه الدخول في مواجهة أخرى مع ضامن آخر وهو الجانب التركي، إذ أن النقاط التي يتمركز بها الأتراك تجعلها معرضة لارتدادت المعارك التي يخوضها الجيش ضد المسلحين، وهنا يسعى الجانب الروسي لحسم موقفه من تصريحات وزير الدفاع التركي في وقت سابق من الشهر التي دعا فيها لعدم انتهاك اتفاق آستانا بين الدول الضامنة ..
إذن الجيش انسحب من كفر نبودة ليعود، وقرار الانسحاب ما هو إلا خطوة فرضتها النتيجة النهائية التي وضعها قادة المعركة هناك في حسبانهم عند النهاية، إذ أن نتيجتها ستكون مهمة دون شك في الانتقال إلى ما بعد معركة الشمال، فنهاية المعركة هناك ستكون بداية لمعركة أخرى في المنطقة الشرقية إن استمر حالها كما هو عليه الآن.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: