في دير الزور.. العقارات تحلق !

بعد عودة الأهالي المهجرين لمنازلهم وتفقدها وخروج معظم أحياء المدينة عن الخدمة بسبب الدمار الذي خلفته سنين الحرب، ارتفعت أسعار العقارات بيعاً وشراء وإيجاراً بشكل جنوني فاق قدرات المواطن ومستوى دخله.
يقول "أبو وائل" وهو صاحب مكتب عقاري لجريدتنا: سبب الارتفاع واضح وهو انحصار الكثافة السكانية في مناطق الجورة والقصور والموظفين، مما جعل الطلب يزيد على المنازل سواء كانت الإيجارات أو شراء، أما أسعار العقارات فتضاعفت بسبب فقدان الكثيرين لمنازلهم نتيجة الحرب، وعلينا أن لا ننس ارتباط سوق العقارات إعادة إعمار البلد كي يشهد تحسناً في الأسعار وعودتها الى طبيعتها».
ويتابع حديثه بالقول «إن عدم وصول الخدمات لبعض المناطق في المدينة من ترميم وتوصيل خدمات كالكهرباء والماء والصرف الصحي لتكون جاهزة للخدمة ساهم في ارتفاع الأسعار، وارتفاع الضغط على المدينة، إلى جانب وجود عدد لشوارع التي مازالت مغلقة نتيجة تراكم الأنقاض مما يعرقل عملية العودة للمنازل».
أما "وائل" يقول إنه «لا يخفَ على أحد من أبناء المدينة وخصوصاً سكان "حي الجورة" و"القصور"، حقيقة وواقع العقارات فبعد الحصار الذي كان مفروضاً على المدينة، كان أصحاب البيوت يبحثون عمن يسكن منازلهم ويحميها طيلة فترة الحصار وبدون مقابل. ولكن مع فتح الطريق وعودة الأهالي انقلبت الأمور وتحولت وزاد الطمع والجشع، ووصل إيجار المنزل في الجورة إلى ٧٠ ألف ليرة بينما يتراوح مرتب الموظف بين ٤٠ إلى ٥٠ الف ليرة، وتجاوز إيجار المنزل في حي القصور حاجز 100 ألف ليرة».
في حين يقول الموظف "حسين المحمد ": «عدت إلى وظيفتي من مدينة دمشق بعد فك الحصار عن المدينة، ووجدت منزلي مدمراً فاضطررت لاستئجار منزل وكانت الأجرة خمسة عشر ألف ليرة، ومع مرور الأيام وتوافد الأهالي وطلاب الجامعات إلى المدينة قال لي صاحب المنزل أن أجرة المنزل ارتفعت لتصبح ٣٥ ألف ليرة وهو تقريباً بقدر مرتبي، ولا أعرف كيف أتدبر أموري خلال الشهر المتبقي ولدي أطفال وطلاب مدارس، وصاحب العقار كل شهرين يطلب زيادة ويرفع الإيجار أو يهدد بأخذ المنزل كون هناك من يدفع أكثر».
بينما لخصت الحاجة "أم محمود" حال وواقع سوق العقارات فقالت الجشع والطمع من أصحاب العقارات إضافة إلى الضغط الكبير على أحياء "الجورة" و"القصور" والموظفين" جعل أسعار العقارات تحلق عالياً.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: