Monday May 6, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

في دمشق.. "السينما" تحولت إلى دور لـ "الدعارة"

في دمشق.. "السينما" تحولت إلى دور لـ "الدعارة"

 

لا يخجل "يوسف" وهو اسم مستعار، من الاعتراف بأنه يزور دور السينما المنسية في مدينة "دمشق"، لتبادل بعض الممارسات الجنسية مع حبيبته، فالشاب الذي لم يتجاوز الـ 22 من عمره، يعتبر دور السينما أكثر الأماكن الآمنة لمثل هذه الأفعال، فالحدائق العامة مكتظة بالزائرين مساءً ولا تؤمن الخلوة التي يريدها مع من يسميها بـ "حبيبته"، في عتمة بعيدة عن عيون الرقابة، فهي دار للسينما.

سينما للعشاق

لا يوجد في "دمشق" سوى دارين للسينما تعرض أفلام حديثة، وأسعارها العالية التي تصل إلى 2500 ليرة مقابل التذكرة، تجعل من السؤال عن سبب ارتياد بعض الشباب من الجنسين لدور السينما الواقعة في منطقة "فكتوريا" و"ساحة المحافظة"، مثيراً للاستفهام، إذ أن هذه الدور المهملة الأثاث والنظافة، لا تعرض أفلاماً حديثة، إلا أنها تؤمن العتمة التي يبحث عنها البعض لممارسة أفعال لا أخلاقية، والبعض يسمي هذه الدور بـ "سينما العشاق".

بحسب المعلومات التي حصلت عليها "جريدتنا"، من مصادر متعددة، فإن مشغلي دور السينما هذه يدركون تماماً ما يجري في الصالات المعتمة التي يشغلون فيها أفلاماً، وحتى الفترة التي تسمى بـ "الاستراحة"، والتي تجيء في منتصف الفيلم، تبقى فيها الأنوار مطفأة مع تشغيل بعض الأغاني، لكون "زبائن"، هذه الدور لا يعنون أصلاً بما يعرض على الشاشة، والصوت العالي يؤمن لهم البعد عن أذن "الفضوليين".

يؤكد أحد الشبان والذي رفض ذكر اسمه، أن قيمة التذكرتين التي لا تتجاوز ألف ليرة سورية، مع "بخشيش"، بسيط لعامل السينما، يمكن من الحصول على مقعدين في زاوية بعيدة عن بقية الحضور، وقد يصل الأمر بممارسة علاقة جنسية كاملة في الصالة، التي يحرص مدراءها على إبقاء الأنوار مطفأة بعد انتهاء عرض الفيلم بما يسمح للموجودين بـ "تزبيط وضعهن"، قبل أن تضاء الصالة.

إحدى الفتيات اللواتي استطاعت "جريدتنا"، على التواصل معها بشكل مباشر في "ساحة المرجة"، قالت إن «زيارة هذه السينما مع "حبيبها"، أفضل من "الاختلاء"، معه في منزله، ففي السينما ينحصر الأمر ببعض المداعبات الجنسية، دون إمكانية تطويرها»، وعلى الرغم من معرفتها بخطورة الموقف، فيما لو حضرت دورية تابعة لـ "شرطة الآداب"، إلا أنها تقول: «يمكن أن نكون جالسين بشكل طبيعي والسينما مكان عام، وليس ثمة ما يديننا ما لم نكن في وضع مخل بالآداب العامة».

دعارة.. مستورة

 معلومات خاصة لـ "جريدتنا"، أن بعض اللواتي يمتهن الدعارة، ويطفن في منطقة "المرجة"، أو "تحت جسر الثورة"، لتصيد الزبائن، يختزن "السينما"، كمكان لممارسة مهنتهن، لما تؤمنه من مكان لـ "سرعة العمل – عدم قدرة الزبون على إيذائهن"، ولأن السينما مكان عام وفيه أناس آخرون، يمكن القول إن هذه الصالات تمارس ترويج "الدعارة"، بشكل معلن دون وجود رقابة من أي جهة كانت، علماً أن المسؤولية القانونية قد لا تقع على عاتق مدراء مثل هذه الصالات بزعم عدم درايتهم بما يجري في العتمة، أو من خلال تعليق إحدى الدور المعروفة بتعليق لافتات تطالب الزبائن بـ "الالتزام بالآداب العامة".

كما يروي أحد الشبان الذين تواصلت معهم "جريدتنا"، إن أفعالاً جنسية شاذة تجري في بعض الأحيان، كما إن بعض الشبان الذين يدخلون إلى هذه الصالات لا يكونون برفقة أحد، ويكون غايتهم "الفرجة"، بالاستفادة من الضوء الخافت الذي تحدثه شاشة العرض، ما يجعل من مراقبة "الأشباح"، متعة لمثل هؤلاء الشبان.

هامش..

إن صيانة دور السينما من قبل المؤسسة العامة للسينما، والدفع بها للدخول في سوق العمل بشكل حقيقي قد يخلق بنية تحتية لتطوير صناعة السينما في سوريا، الأمر الذي قد يخرجها من كونها صناعة حكومية خالصة تعنى بالمشاركة في المهرجانات، إلى مشاركة القطاع الخاص فيها، وإعادة السينما السورية إلى إنتاجيتها السابقة التي فقدت رونقها بآخر الأفلام التي مثلها "دريد لحام"، كـ "التقرير – الحدود".

 

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: