في بانياس.. مشروبات "رمضان" طقوس العمل والتراث
نورس علي
ينتظر "حسن بكور" شهر رمضان ليتسنى له شرب "الخرنوب" المخصص لهذا الشهر دون غيره كطقس من طقوس الإفطار اعتاد عليه في كل عام، حيث يبحث عمن يقوم بصناعته يدوياً بعيداً عن المكثفات الجاهزة.
بحث "حسن" لا يطول كثيراً فالمكان معروف للقاصي والداني وهو بجوار دوار بلدية "بانياس" نقطة العلام الشهيرة في المدينة، يسأل أولاً عن كيفية صناعته ليرى إن كان يدوياً فيشتريه مباشرة، ويقول لجريدتنا: «شراب الخرنوب المصنوع يدوياً يحتوي الكثير من السكريات المعقدة الطبيعية، وهي ما تناسبني وتمنحي الطاقة خلال فترة الصيام الطويلة الممتدة لستة عشرة ساعة يومياً».
أما "يوسف محرز" فيرى أن شراب "العرق سوس" لا يقل أهمية عن شراب "الخرنوب" فيشتري المنتجين في كل شهر صيام، ويحاول أن يتمرس على هذا الطقس الرمضاني لما تحتويه هذه العصائر من فوائد تجعل الصائم أكثر قدرة على متابعة فترة الصيام بشكل مريح وخاصة في الأجواء الحارة، ناهيك عن أن شرائها يعني بالنسبة له المحافظة على أحد طقوس شهر "رمضان" بالنسبة لأسرته وأطفاله.
في المقابل، بائع هذه العصائر "فادي إدلبي" يقول لجريدتنا: «هو طقس هام من طقوس الصيام، وأحاول صناعتها يدوياً بعيدا عن المكثفات الصناعية للمحافظة عليه كما في تراثياتنا، وأبيع الجلاب والخرنوب والعرق سوس فقط في هذا الشهر، حيث أعمل في بقية الأشهر بمهنة التمديدات الكهربائية المنزلية، وإنتاجي في هذا الشهر لهذه العصائر لأن ضغط العمل يصبح قليلا، يوجد في المكان عدة بائعين لهذه المشروبات الرمضانية، ولكل منا زبائنه لذاك لا تحدث أية مضاربة تجارية بيننا، وهي حرفة أعمل بها منذ سنوات، وهي فرصة عمل موسمية بالنسبة لي».
بينما البائع "عامر حاج علي" فيرى في عمله الموسمي بهذه الحرفة التراثية الرمضانية فرصة عمل تدر عليه الكثير من المال خلال شهر الصوم، فتكفيه لمصاريفه الجامعية، ويحاول التميز بطريقة عرض المشروبات على عربه المعدنية الصغيرة وسط الشارع دون أن يعيق حركة المرور.
البائع "عامر" اختص لنفسه هذه الحرفة التراثية ضمن الأوعية المعدنية التراثية التي تظللها شمسية تقيه أشعة الشمس لأن عمله مستمر خلال كامل ساعات النهار، مع عملية صب المياه عليها بشكل مستمر لتحافظ على برودة المشروبات ضمنها.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: