في عز الصقيع.. موزعو «مازوت التدفئة».. يلزمون الناس بشراء «بيدونات» لتعبئة «100 ليتر» !
بعد انتظار طويل، ومع بدء موجة المنخفض القطبي الحالية، وتساقط الثلوج، وصلت رسالة "تكامل" للسبعيني عبد الفتاح القاطن في حي باب سريجة الدمشقي، لكن فرحته لم تكتمل، إذ تعرض لمعاناة قاسية في اليوم التالي "يوم التعبئة" وفقاً لتعبيره.
يقول "لجريدتنا" «وصول الرسالة أشعرني بالدفء بعد أشهر من مقارعة برد الشتاء، ومازوت السوق السوداء».
ويضيف، بأنه «عندما اتصل بمعتمد التعبئة المرسل برسالة "تكامل" قال له" بكرى الصبح بكون عندك"».
يروي عبد الفتاح "لجريدتنا" ما حدث معه في اليوم التالي لوصول "رسالة المازوت" «اتصل بي (يونس مغربي) معتمد المازوت، طالباً مني القدوم إلى أخر سوق باب سريجة، وفي يدّي (5) بدونات فاضية»، في حين جرت العادة سابقاً أن تصل سيارة التعبئة إلى كل منزل.. لكن اليوم اختلف كل شيء وفقاً للرجل السبعيني، الذي يبعد منزله عن أخر السوق حوالي الـ 500م».
هذه الطريقة في التعبئة، اضطرت عبد الفتاح وغيره من أبناء الحي لشراء البدونات الفارغة، والذهاب بها لأخر السوق، حيث ينتظرهم طابور طويل بقصد التعبئة.
ويضيف الرجل السبعيني إن «مغربي رفض إيصال المازوت لكل منزل على حدا، رغم أن صهريج المازوت صغير الحجم ويستطيع الدخول ضمن الحارات، ولم يعبئ مخصصات الناس بشكل كامل».
ويختم حديثه «لو ماني مضطر ما بأخذ ال 100 ليتر».
ليس المعتمد مغربي من يفعل ذلك، بل أكد "لجريدتنا" عدد من أهالي الحي، بأن أغلب معتمدي توزيع مازوت التدفئة يقومون بذات الشيء.
وفي بحثها عن أسباب عدم قيام معتمدي المازوت بتوصيل "مازوت التدفئة" إلى كل منزل، حاولت "جريدتنا" التواصل مع المعتمد "يونس مغربي" لكنه رفض الحديث للصحافة بشكل قاطع حيال الموضوع.
وأكد مصدر رسمي في وزارة النفط "لجريدتنا" أن «معتمدي التوزيع تشرف عليهم شركة ساد كوب، وليس وزارة النفط»، وقال بإنّ «معتمد توزيع "مازوت التدفئة" ملزم بتوصيل المادة لكل شخص وصلته رسالة، إلى منزله».
وأشار المصدر إلى أن تخفيض الكمية حالياً ما هو إلا خطوة في سبيل زيادة عمليات التعبئة وإيصال المادة لأكبر عدد ممكن من المواطنين خلال هذه الفترة، على أن يعاد التوزيع فيما بعد ليحصل المواطن على مخصصاته كاملة.
وكان تطبيق البطاقة الذكية "وين"، قام بتخفيض مخصصات مازوت التدفئة للعائلات من 200 ليتر إلى 100 ليتر، حيث فوجئ الأهالي المنتظرين لتعبئة المازوت من إجراء الوزارة بتخفيض المخصصات، تزامناً مع حديث الأرصاد الجوية عن اقتراب منخفض قطبي بارد.
يذكر أن مدير محروقات دمشق، أكد في شهر آب الماضي، أن مخصصات العائلة الواحدة من مادة المازوت مازالت كما هي، 400 ليتر، تحصل عليها العائلة على دفعتين، بينما تم تخفيض الحصة إلى 200 ليتر قبل أن تصبح منذ بداية الشهر الجاري 100 ليتر فقط.
وتزامن قرار تخفيض كمية "مازوت التدفئة" مع بداية موسم الشتاء القارس. علمًا أن كمية الـ 200 ليتر كانت مجزأة في الأصل بحسب إعلان الحكومة، كما أن بعض العائلات لم تتسلم دفعتها الثانية الخاصة بالشتاء الفائت، مع الإشارة إلى أن الكمية لا تكفي للتدفئة أكثر من 3 أسابيع أو شهر واحد في الحالات الطبيعية.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: