في «الشرقية».. تغلب على فقدانه لساقه بـ«الأنابيب الصحية» !

فاروق المضحي
لم تثنه الإصابة عن متابعة حياته، انتظر كثيراً فلم يجد من يساعده، وقرر أن يعتمد على نفسه بعد أن تعرض إلى انفجار لغم أرضي عند عودته إلى المنزل فقد على إثره أحد أطرافه.
انتظر الشاب الذي فقد ساقه طويلاً، المساعدة من الجمعيات الأهلية والمنظمات الطبية، لكن لم يجد من يساعده ويحل مشكلته في منحه أطراف صناعية تساعده على متابعة حياته الطبيعية.
ألغام «داعش» و«قسد»..
المعارك التي جرت في المنطقة بين تنظيم "داعش" و"قسد"، خلفت المئات من الألغام في المنازل والأراضي الزراعية، ومع بدء عودة الأهالي إلى قراهم منازلهم بدأت الحوداث عبر انفجار هذه العشرات من الألغام، "عبد الرحمن الرزج" ابن الـ ٤٣ عاماً كان من بين الذين انفجرت عليهم إحدى هذه الألغام في منزله ببلدة "الكشكية" التي تسيطر عليها ميليشيا "قسد" بعد انفجار اللغم فقد "الرزج" ساقه اليسرى ونقل على إثرها إلى المشفى وتقرر هناك بتر ساقه.
ويقول الرجل في حديثه لجريدتنا «بعد ستة أشهر من العلاج شفيت الساق وتواصلت مع العديد من المنظمات التي تعمل في المنطقة، لكن لم أجد أيّ استجابة في تأمين ساق اصطناعية تمكني من متابعة حياتي، هنا بدأت بالتفكير في إيجاد طريقة لتصنيع ساق اصطناعية لنفسي بدأت المحاولات وفشلت في الكثير من المرات، لكن في كل مرة استفيد من الأخطاء وأقوم بملاحظاتها، حتى تمكنت في النهاية من صناعة طرف صناعي بعد أشهر كانت فيها المحاولات كثيرة وصعبة وخصوصاً أن أدواتي بدائية ويدوية».
طريقة التصنيع ..
يقول "الرزج" إنه «استخدم 50 سم من مادة البلاستيك المستخدمة بأنابيب التمديدات الصحية لصناعة الساق عبر تسخينها وتذويبها وتشكيلها كما يريد، والقليل من الخشب الخفيف للقدم وبراغي مع قطعة من الاسفنج وبخاخ للطلاء وبعدها أصبحت الساق جاهزة للاستخدام وبالفعل قمت بتركيبها والمشي عليها وعاد إلى ممارسة حياته الطبيعية عبر دوامه إلى محله التجاري».
مشاريع مستقبلية
لم يبخل "الرزج" في نشر نجاحه في تصنيع ساق لنفسه بل قام بعدها في مساعدة الكثير من أبناء قريته والقرى المجاورة، وقام بمساعدة الكثيرين ممن فقدوا أحد أطرافهم نتيجة انفجار لغم أرضي وبلغ عدد من ساعدهم أكثر من ٢٥ شخصاً خلال الفترة الماضية.
ويضيف إنه «مستعد لمساعدة أيّ شخص في تصنيع طرف صناعي له لأنه يعرف مدى صعوبة الأمر وخصوصا أنه عانى الأمرين حتى تمكن من صناعة هذا الطرف لنفسه».
إحصائيات وإمكانيات ضعيفة
تعاني المناطق الواقعة تحت سيطرة ميليشيا "قسد" من واقع طبي مرير ونقص كبير في الخدمات الطبية المقدمة، و وفق إحصائيات فإن أكثر من ٥٠٠ شخص مصاب بفقدان أحد أطرافه أو كليهما نتيجة انفجار الألغام ولا يوجد من يقدم لهم أي مساعدات طبية.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: