في "القامشلي".. متنزه العشاق لم يعد كما كان !

كان يقطع "سليمان محمود" مسافة 110 كم، قادماً من قريته في ريف "اليعربية" ليقضي ساعات جميلة في مدينة "القامشلي"، تحديداً على "شارع القوتلي"، يرافقه عدد من الأصدقاء، يشكلون مع الأعداد الكبيرة التي تتجه إلى الشارع منظراً أكثر من رائعاً.
يحن "سليمان محمود" إلى تلك الأيام الجميلة التي انتهت مع بدء شرارة الحرب على البلد، ويقول: «كل يوم جمعة كانت زيارتنا للمدينة من أجل البقاء مع شارع القوتلي الذي يسمى بشارع العشاق من فترة العصر حتى وقت متأخر من الليل، نلتقي بأشخاص من مناطق وبلدات وقرى مختلفة، الحركة على أطراف الشارع كانت بأعداد غفيرة، والأهم أن كل ما نحتاجه من شراب وطعام وموالح كان متوفراً على امتداد الشارع، تعرفنا على الكثير من الأصدقاء، وجمعت بيننا علاقات اجتماعية باقية حتى يومنا هذا، خلال سنوات الحرب نمر بجانب الشارع، فهو كئيب وحزين لأن عشاقه بعيدون عن عشقهم!!».
ويعدّ "شارع القوتلي" من أقدم وأهم وأجمل شوارع المدينة والمحافظة عامة، هو عقدة التواصل بين جميع شوارع المدينة الرئيسيّة والفرعيّة، اعتبره الأهالي رمزاً جميلاً للمحبة.
من جهته، تحدث الكاتب "أنيس مديوايه" لجريدتنا عن تفاصيل تاريخيّة تخص شارع القوتلي، قائلاً: «تم إنشاء الشارع عام 1926، وهو بعمر المدينة التي تأسست مع بداية العشرينيات، تعود تسمية الشارع إلى اسم "شكري القوتلي"، عام 1958 أثناء الوحدة بين "سوريا" و"مصر"، منذ ذلك الوقت حظي بالاهتمام والدعم من كافة النواحي، ازداد جمال الشارع بدءاً من عام 1980 ببناء أبنية حكوميّة ضخمة على امتداده، ووجود مدارس قديمة ودور عبادة (كنائس وجوامع)، إلى جانب وجود أجمل الأبنية العمرانية الخاصة بالأهالي، ولاحقاً تم بناء عدد من المصارف الخاصة على جانبيه وفنادق ومنشآت أهلية ضخمة، إلى جانب وجود الحدائق والمتنزهات وأعداد كثيرة من الأشجار في متوسط الشارع».
تعرض الشارع ومع بداية الحرب، إلى عدد من الإجراءات ساهمت بتخفيف معاني الجمال عليه، خاصة بوضع بعض الحواجز الإسمنتية على امتداده، إلى جانب تصرفات فردية من بعض المصارف الخاصة من خلال تثبيت مولداتها الكهربائية الضخمة في وسط الشارع، بعد قطع الأشجار، إلى جانب انعدام الإنارة التي كانت تشع نوراً على الشارع والناس، كل ذلك بترت صلة الوصل بين الناس والشارع، وكانت سبباً لتغيبهم عن إحدى أهم رموز مدينة القامشلي، حنينهم اليوم للمكان أكثر وأكبر، فقد طال الانتظار، وملّت النفوس من الترقب، يحنون ويتوقون للسير والمسير وقضاء أجمل اللحظات في أجمل النقاط.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: