في العشوائيات.. الجدران تتكلم !

حبيب شحادة
«يا ابن الكلب لا ترمي زبالتك على الحائط، الحاوية أسفل الطريق». تلك واحدة من العبارات الأكثر تهذيباً التي تنتشر على جدران مناطق محددة من العاصمة دمشق ومحيطها (ذات الصبغة العشوائية) حتى باتت ظاهرة في كل شارع رئيسي وفرعي يسعى من يكتب يافطاتها لمنع رمي الزبالة بالقرب من منزله.
أفعال وتصرفات وسلوكيات غير لائقة تنتشر على جدران الشوارع، إضافة لليافطات في أغلب المناطق العشوائية ومنها المزة 86 لمكافحة رمي القمامة "الزبالة" في الأماكن غير المخصصة لها، التي تكون قريبة من بيوت أحد السكان، ما يدفعهم للتعبير عن غضبهم من رمي الزبالة قرابة من منازلهم بكتابة تلك العبارات البذيئة.
"أبو أحمد" أحد سكان الحي كتب يافطة تقول "يا ابن الزبالة لا ترمي زبالة أهلك هون"، يقول في حديثه لجريدتنا «سئمت من هذا الوضع ومن رمي الزبالة بجانب منزلي، ما اضطرني لكتابة هذه الكلمات على الكرتونة»، ولدى سؤاله إن كان قد توقف رمي الزبالة بعد وضع يافطته أجاب، "بأنّه خرج في اليوم التالي فلم يجد الكرتونة"، إنّما وجد أكوام من الزبالة.
لا يختلف وضع أبو أحمد عن غيره من الناس القاطنة في المزة 86، والتي تعاني من كثرة انتشار هذه الظاهرة التي تؤدي في بعض الأحيان لحدوث مشاجرات بين سكان الحي الواحد، وهذا ما يحدث في حي "شارع الزين" المزدحم بالمحلات وبسطات القهوة التي ترمي مخلفاتها اليومية، إضافة لسكان الحي، بشكل عشوائي خارج الحاويات، وقرب مداخل المنازل.
ورغم وضع محافظة دمشق حاويات صغيرة في بعض أحياء الـ 86، وعدم وضعها في أحياء أخرى نظراً لعدم وجود مكان فارغ، إلا أنّ ذلك لم يغير شيء، ولم يخفف من تلك الظاهرة وتداعياتها المجتمعية.
وإن كان لهذا الفعل/السلوك عوامل أخرى، منها الكثافة السكانية، وعدم وجود حاويات محددة لرمي الزبالة، والعشوائية في كل شيء، إلا أنّ محتويات تلك اليافطات البذيئة لا مبرر لها سوى انعدام ثقافة احترام الجيرة والتقيد بالنظافة العامة، وضعف فاعلية المجتمع الأهلي. حيث يوجد كتابات ويافطات قذرة وبالخط العريض مؤرخة وموثقة من قبل كاتبيها بكل وقاحة.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: