فلسطينيون خارج القيود.. لا وطن ولا هوية
وفاء أبو حجاج، إعلامية فلسطينية عملت كمراسلة في غزة لثمان سنوات، ولكن لم تستطع أن تخرج من هوامشها الضيقة، فهي أولاً وأخيراً خارج القيود الرسمية، دون هوية.
قدمت وفاء طلباً للرئيس الفلسطيني محمود عباس للحصول على إقامة وجواز سفر عام 2015، دون جدوى. فيما يعاني والدها السبعيني عبد المؤمن أبو حجاج من مرض في القلب، والذي رُفض علاجه داخل وخارج غزة، لأنه مثل ابنته وآلاف الفلسطينيين، دون هوية وخارج القيود الرسمية في القطاع.
رغم انسحاب القوات الإسرائيلية والمستوطنين من قطاع غزة عام 2005، إلا أن سلطات الاحتلال ما تزال تفرض سيطرتها على حياة الغزيين عبر تحكمها المطلق بسجلات النفوس، حيث أن أي تغيير في القيود يستدعي موافقة الجيش الإسرائيلي.
وبحسب اتفاقية أوسلو التي تشكلت على إثرها السلطة الفلسطينية، فإن سلطات الاحتلال هي وحدها من تعطي الأذون للدخول إلى الأراضي المحتلة، وكذلك تحتكر إعطاء الإقامة لأزواج وأولاد الفلسطينيين، وإجراءات لم الشمل لفلسطينيي الخارج. كما تضمنت الاتفاقية مفاوضات لعودة 600 ألف فلسطيني إلى الأراضي المحتلة، في 5 مجموعات، وهذا ما توقف منذ الانتفاضة الثانية عام 2000، كما فرضت السلطات الإسرائيلية حصاراً على القطاع، بعد سيطرة حماس على غزة في حزيران 2007، في ذاك الوقت خرجت أربع مجموعات من أصل خمسة، فيما بقيت أوراق 4,645 فلسطيني معلقةً حتى اليوم.
"والدي المريض ممنوع من السفر أيضاً, كان من المفترض أن يتلقى العلاج في الضفة الغربية، وبهذا يكون حصارنا مضاعفاً" هذا ما قالته وفاء بلسان حال آلاف الفلسطينيين، "أنا أحمل هوية مؤقتة منذ 12 عاماً، وهي لا تساوي شيئاً".
بواسطة :
شارك المقال: