فضائح السوشال ميديا!
جوان ملا
هل تريد أن تصبح مشهوراً؟ هل حلمتَ أن تكون يوماً حديث الناس؟ هل لديك بعض الأفكار السخيفة التي لا يسمعها أحد؟ هل يحتوي عقلك على أفكار مسمومة مجرمة اضطررت لإخفائها؟.
لا عليك!، أمامك المنابر مفتوحة، فإن عصر السوشال ميديا منحك الحرية الكاملة في اختيار أي تفصيل بشخصيتك لم يبرز للعلن لتظهره فيها.
ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي بلفت الأنظار للعديد من المواهب، ونالوا الصيت الذائع ومحبة الناس، بالمقابل هناك أضرارٌ لهذه المنصات التي فسحت المجال لكل هاوٍ لا يملك شيئاً ذا قيمة أن يقدم أفكاره الساذجة للجمهور، ورغم السخافة بعرضها في كثير من الأحيان ينجح الهاوي في تسويق نفسه ويحقق أرقاماً ومشاهدات عالية على "يوتيوب" ولايكات على "فيسبوك"!.
يساهم هؤلاء الأشخاص بتدني الذائقة لدى الجمهور ويسمحون للعديد من الناس باستخدام ألفاظ نابية على صفحاتهم نتيجة ما يقدمونه من أفكار، ورغم ما ينالونه من سُباب وشتائم، يصرّون على متابعة طرح أعمالهم بطريقة مستفزة، مع أنهم قد لا يملكون أي صوت غنائي جميل، أو تمثيل ناجح، أو فكرة طريفة مفيدة.
ولا تقف القصة عند هذا الحد، فحتى المرضى النفسيين والمجرمين والقَتَلَة استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي ليبثوا سمومهم وجرائمهم على الشاشات من خلال خاصية البث المباشر، فلا ينسى أحدٌ اغتصاب مجموعة شباب في "السويد" لصبية على مرأى من أعين الجميع في فيسبوك، والسوري الذي قتل زوجته ذبحاً في "ألمانيا" ونشر الفيديو على صفحته ليبرر موقفه!، عداك عن جرائم "داعش" التي عُرضت على الجميع ومشاهد الذبح والحرق التي رجفت لها القلوب.
كل هذا وأكثر بتنا نشاهده ونحن في بيوتنا وقد يتابعه أطفالنا مما يسهم في زيادة العنف والتوتر والتنمر أيضاً، ويخلق حالات من الفوضى بدأت تجتاح العالم بكل قوة وتؤثر على عقله فيختلّ توازنه، وأصبح من غير الممكن السيطرة عليها أو الحد منها.
إن السوشال ميديا سلاحٌ ذو حدّين، فإما أن تتواصل مع أهلك وأصدقائك ومحبّيك وتعبر عن رأيك بكل لباقة ولطف، أو أن تكون أحد المستشرسين الذين سمح لهم هذا الفضاء الواسع بالتكشير عن أنيابهم وإبراز مخالبهم.
المصدر: خاص
شارك المقال: