«دوير الشيخ سعد».. واقع خدمي يبكي الحجر كما أبكى البشر !
نورس علي
لم يكمل طقم الإطارات الذي اشتراه السائق "علي العجوز" أحد سائقي سرافيس خط "طرطوس- دوير الشيخ سعد" بسعر /140/ ألف ليرة، أربعة أشهر، مما اضطر لشراء طقم جديد بسعر /180/ ألف نتيجة تغير سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية، وهذا دفعه للتشكيك بجودته ومصدره، إلا أن البائع الذي أشتراه منه أكد أن السبب الرئيسي سوء الطرق التي يسير عليها.
السائق "علي العجوز" وبعد فك الإطارات ومعاينتها تأكد أن عطبها نتيجة وعورة الطريق الذي لا يبلس أن يخرج من حفرة حتى يدخل في حفرة أخرى، وفق ما أكده لجريدتنا، علماً أن أعمال صيانة طرقية حالية يقوم بها المجلس البلدي، ولكن لبعض المقاطع غير المحورية، مما يعني وفق حديثه أنها هي غير مهمة أو ذات جدوى، وتابع: «تم تزفيت حارة "الحمراء" وحارة "الجليطة" وهي محسوبة على بعض الأشخاص المتنفذين، ناهيك عن تزفيت طريق بطول /200/ متر يخدم مقسمين عقاريين فقط، وطريق أخرى يخدم ما يقارب ثلاثة عشرة مقسم عقاري جميعها مسكونة بجانب الطريق العام، لم يلقى الاهتمام».
هذا الأمر أكده "زهير مريم" أحد سكان البلدة، وأضاف عليه: «أن واقع الخدمات سيء جداً من مختلف النواحي، ويذكرني بسنوات القرن الماضي حين كانت البلدة عبارة عن قرية ريفية لا يتجاوز عدد سكانها بضعة آلاف، وهذا الأمر لم يشفع للواقع السيئ ويحسنه بل زاد الطين بله، وتجاوز هذا الأمر إلى مخالفات في الأبنية ومنها بناء طابقي لا يبعد أكثر من مترين عن منزلي، وهذا جعلني صديق مقرب من مختلف سكان ذاك البناء عبر الشرفات المطلة على بعضها البعض دون احترام لنظام ضابطة البناء أو حسن الجوار».
بينما الشاب "نزار شعبان" من أهالي وسكان بلدة "دوير الشيخ سعد" فقد أكد أن أعمال الصيانة الطرقية تتم حالياً بانتقائية كبيرة للشوارع والأحياء التي يقطن فيها أقارب وأصدقاء أعضاء المجلس البلدي، متهماً إياهم بالفساد الإداري وهدر المال العام لمصالح شخصية، بغير احترام لبقية المنازل وخاصة منها ذوي الشهداء والجرحى الأحوج إلى طرق تخديميه تشعرهم بأهمية ما قدموه من تضحيات.
وتابع: «في البلدة حارة تعيش على الروائح الكريهة الصادرة عن سيلان الصرف الصحي من بناء طابقي على الطريق العام منذ سنوات، وقد تم تقديم كتب اعتراضية كثيرة على هذا الواقع، محزرة من وباء يفتك بالأهالي بهدوء دون أدنى شكوك حوله».
بلدة "دوير الشيخ سعد" من البلدات الغنية بالموارد المالية نتيجة الحركة العمرانية الكبيرة فيها، إلا أن هذه الموارد المالية لم توظف أو تسخر لتحسين الواقع الخدمي بشكل عام، الذي اقتصر على تمرير المخالفات دون حسيب أو رقيب، فيمكن أن يرى الزائر إلى البلدة درج إسمنتي يأخذ حيز من الطريق العام، وكذلك حفرة أو ريكار صرف صحي أو مطري مفتوح ويشكل خطر على السلامة العامة، وآخر بجوار المبنى البلدي، وكأن أحداً غير مهتم، ولكن ما أجج نفوس الأهالي أكثر واقع النظافة السيئ، وأكوام القمامة في كل حي وزقاق، مما جعلها بلدة مأزومة وتكاد تكون بؤرة للأمراض السارية.
المختار "سعد شعبان" وفي حديث خاص لجريدتنا قال: «المجلس البلدي الحالي متغيب تماماً عن الواقع الخدمي بالكامل بحكم أن جميع أعضاءه من صلة رحم واحدة تقريباً، وهذا أساء للواقع العام وأخر تقديم الخدمات بأفضل حلة لهذه البلدة السياحية، حيث يوجد فيها على سبيل المثال شارع رئيسي مستملك منذ سنوات ولكنه دون تنفيذ، وموقعه بجانب حارة المكبس، ومثله الكثير، علماً أنه وضمن اجتماع لجان الأحياء نطالب بتوفير الخدمات الإنسانية ولكن لا آذان صاغية».
الشاب "سعد محمد" من أهالي البلدة قال: «لم يمر على البلدة أعضاء مجلس بلدي مستهتر بالواقع العام كما الأعضاء الحاليين، فالمخالفات بالجملة ومنها الوجائب التي تعرضت للانتهاك من خلال إشادة المحال التجارية عليها وفق رخص بناء غير سليمة من الناحية القانونية، وكذلك يوجد الكثير من الطرق المرصوفة منذ نحو سبعة سنوات كما طريق بجوار الطريق العام مقابل قصر "خالد محي الدين" ولم يرصد لها أي اكساء زفتي، مما أثر على حركة المشاة سلباً وزاد أعطال السيارات، علماً أننا قدمنا عشرات الكتب الاعتراضية، ولكنها لم تلقى الآذان الصاغية».
يذكر أن عدد سكان بلدة "دوير الشيخ سعد" يبلغ نحو خمسين ألف نسمة، مما اعتبرها من أكبر التجمعات السكانية المحدثة في المحافظة.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: