Saturday November 23, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

ضيعان هالمسؤولين فينا

ضيعان هالمسؤولين فينا

محمد عيسى محمد

أثار حفيظتي وحفيظة معظم طبقات الشعب السوري، منشور على فيسبوك لابن أحد كبار المسؤولين السابقين منذ سنوات، حيث جاء بالمنشور "شعب ما بيستاهل تعبك يا بابا".

للصراحة كان الحق بيد ذلك الطفل عندما قال قوله، لأننا على ما يبدو شعب "نقاق ويأكل وينكر"، ولا يستحق المتاعب التي بذلها والده، والمشقات التي يعانيها من جاء بعده لتحقيق راحة المواطن ورفاهيته.

أولم ينجح هؤلاء المسؤولين بتدمير كل ذرة ثقة بين المواطن والمسؤول؟

أوليس هؤلاء هم أنفسهم من يقدمون للمواطن محاضرات بالتقشف والصبر والسلوان؟ ولا ينامون الليل والنهار من أجل خدمة هذا المواطن "الطماع"، الذي يريد أن يكفيه راتبه لآخر الشهر، والذي يريد أن يستخدم الكهرباء 24 ساعة، وأن يحصل على قارورة غاز "ع المرتاح"، وأن يشتري أي نوع من أنواع الخضار بأقل من 500 ليرة!

ناهيك عن بعض الأحلام الخرافية التي هي أشبه بحلم إبليس بالجنة، كشراء منزل للسكن، أو سيارة خاصة.

ما بالك أيها المواطن "اللعين"، لم أنت ناكر للجميل؟

يقول الفنان السوري "دريد لحام" في مسرحيته الشهيرة "كاسك يا وطن": "قبل الضهر عم أشتغل بالوظيفة وبعد الضهر عم بيع حمص (بليلة) وآخر الليل بياع يانصيب، يعني لازم أشتغل 24 ساعة متل الحمير الضرابة لحتى عيش، ايمتا بدو يصير معي وقت روح أتشكر الحكومة على هالنعم؟".

وبالحقيقة هذا هو حال معظم أبناء الوطن، فهم يدركون حجم المعاناة والتضحيات التي يقدمها المسؤولون، ولكن ليس لديهم متسع من الوقت كي يرسلوا بطاقات الشكر لمسؤولي الحكومة على جهودهم الجبارة التي أوصلتنا لهذا الحال، لذلك يعتقد المسؤولون وأبناؤهم أننا ناكرون للجميل ولا نستحق الإنجازات العظيمة التي يصنعونها لنا.

 

المصدر: خاص

شارك المقال: