«دعارة» في المخيمات !
يعيش السكان في المخيمات الواقعة تحت سيطرة ميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية"، في ريف محافظة "الرقة" أوضاع معاشية سيئة للغاية، إذ تحولت المخيمات بمرور الوقت إلى معتقلات أو مقار إقامة إجبارية للنازحين على الرغم من إن المناطق التي نزحوا منها أصبحت "آمنة"، وفقا لتعريفات "قسد"، إلا أن الأخيرة ترفض إعادة المدنيين إلى قراهم بحجة "التخوف من عودة ظهور داعش"، في هذه المناطق، وكنتيجة طبيعية لظروف الحرب، تحولت بعض النسوة للعمل في "الدعارة"، لتأمين لقمة العيش.
بحسب المعلومات التي حصلت عليها "جريدتنا"، فإن غالبية النساء اللواتي يعملن بالدعارة من سكان المخيم، يخرجن لممارسة عملهن بعيداً عن الخيام التي يعاني سكانها من الضغوط الامنية والعراقيل التي تفرضها "قسد"، أمام حصولهم على "ورقة الكفيل"، و"الموافقة الأمنية"، التي تمكنها من مغادرة المخيمات للعمل في المناطق القريبة منها، ويقول أحد سكان "مخيم عين عيسى"، الواقع بريف الرقة الغربي، إن النساء اللواتي أجبرتهن ظروف الحرب على ممارسة الدعارة غالبا ما يكن قد فقدن أزواجهن خلال رحلة النزوح بمقتلهم نتيجة للقصف الأمريكي الذي شهدته المنطقة، أو لاعتقاله من قبل "حواجز الآسايش".
زبائن العاملات بالدعارة غالباً من عناصر "قوات سورية الديمقراطية"، المكلفين أصلاً بحماية المخيمات، أو العاملين في إدارة المخيمات وتقديم الخدمات للنازحين، فسكان الخيام لا يملكون القدرة على دفع المال للحصول على رغيف الخبز، أو المواد الغذائية التي باتت تصل إلى المخيمات مرة كل شهرين، ويوضح أحد المصادر في مخيم "عين عيسى"، إن اللواتي يعملن بالدعارة يتمكن من الخروج من المخيم دون الحاجة إلى "كفالة"، من أحد سكان مدينة "عين عيسى"، كما تستوجب قوانين "قسد"، كما إنها لا تحتاج للحصول على "الموافقة الأمنية"، لممارسة هذه المهنة، وإن كان عدد النساء اللواتي يعملن بالدعارة قليل جداً، إلا أن الأمر يثير الكثير من التساؤلات حول عمل المنظمات التي تنشط في مناطق انتشار "قوات سورية الديمقراطية"، وأين تختفي الكميات الضخمة من المساعدات التي تصل إلى مستودعات "قسد"، بحجة دعم النازحين.
لا يوجد إحصائية دقيقة لعدد النساء اللواتي يعملن بالدعارة من النازحات، إلا أن المنظمات الأممية والدول الداعمة لـ "قسد"، باتت مطالبة باتخاذ مواقف واضحة من مسألة الإبقاء على النازحين في المخيمات قيد الإقامة الجبرية على الرغم من إمكانية عودتهم إلى مناطقهم التي نزحوا منها، وبمعرفة إن "قسد"، سمحت لما يقارب ٢٠٠٠ شخص من عوائل تنظيم "داعش"، بالخروج من "مخيم الهول"، بريف الحسكة الشرقي نحو قراهم الأصلية في "دير الزور - الطبقة - منبج"، مع الإبقاء على المدنيين ضمن المخيمات التي تعيش ظروف إنسانية قاسية، يفهم إن لـ "قسد"، مصلحة سياسية ومالية من الإبقاء على هذه المخيمات، تتمثل باستمرار الابتزاز الإنساني للدول المناحة، بما يخدم استمرارية دعمها سياسيا وعسكريا، إضافة لاستمرارية قادتها بتهريب المواد المقدمة على إنها مساعدات إلى الأسواق المحلية بعد إعادة تغليفها.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: