بين «كورونا» و«شهوة التريند».. مخرج يعتبر المرض كذبة وممثلات يزعمن إصابتهن..؟
أطلق المخرج السوري "سيف الدين سبيعي"، تصريحات إعلامية عبر إذاعة محلية قال فيها «أنا لا أصدق موضوع كورونا وأشعر أنه مرض عـادي يُصيب الناس حسب مناعتهم، وبالتالي تكون درجة التأثر، مثله مثل أيّ مرض أخر لكن الهالة الإعلامية التي رافقته لها بُعد اقتصادي عنيف، يوجد شيء يتغير بالعالم وكل هذا المرض وما يحدث بسببه كذب»، الأمر الذي يعتبر بمثابة تحريض للشارع السوري على إهمال إجراءات الوقاية على الرغم من عدم وجود علاج أو لقاح للمرض الذي يهز الكرة الأرضية.
"سبيعي" عاد ليبرر كلامه من خلال نشره لتقرير على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، يقول فيه بعض الأطباء إنهم يمتلكون معلومات تشير إلى أن "كورونا مؤامرة"، الأمر الذي كان محرك البحث "غوغل"، قد واجهه بمنع وحظر أي نتائج بحث تشير إلى أن كورونا كذبة أو مؤامرة ضد البشرية، علماً أن "منظمة الصحة العالمية"، ومن خلال مجموعة كبيرة من التقارير والبيانات تشير إلى أن "المرض"، الذي تحول إلى "جائحة عالمية"، لم يوجد له حلاً حتى الآن، ولا يبدو أن ثمة حل قريب، ولكن الوقاية هي الحل الوحيد، ومع الإشارة إلى مخرج "الحصرم الشامي"، قد اعتبر المرض "كذبة"، ويصر على رأيه لابد من الوقوف على ماهية دور الممثل في المجتمعات المشرقية من حيث التحريض على الالتزام بالإجراءات الوقائية، علما أنّ تصريحه يخالف القوانين السورية التي تنص على ضرورة محاسبة ومعاقبة من ينشر معلومات مغلوطة فيما يتعلق بالأمراض المعدية والسارية، فهل يمتلك "سبيعي"، دليلاً علمياً وطبياً غير التقارير الإعلامية التي استند إليها حين بنى رأيه، وهل يحاول "سبيعي"، أو غيره من زاعمي "كورونا كذبة"، أن يقفوا بوجه كل المنظمات الطبية ومراكز الأبحاث التي تعمل لإيجاد حل للمرض، ليقولوا لهم "أنتم كذابون وهذه أدلتنا"..؟
بعيداً عن دقة المعلومات المنشورة عن مرض "كورونا"، وما إلى هنالك من تحليلات من قبل بعض الأطباء الذين يطلقون معلومات على أساس "خالف تعرف"، في هذه الدولة أو تلك، فإن مناقشة الدور المطلوب من الشخصيات العامة في المجتمع السوري بناءاً على ما قاله "سبيعي"، أمر ضروري خاصة وإن الزملاء في الإذاعة التي استضافته قاموا باقتطاع كلامه عن "كورونا"، ونشروه في منشور خاص عبر صفحتهم على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وكأنها حالة تبني من القائمين على الإذاعة لما قاله، علما إن كلام النجم الذي قدم مجموعة من البرامج خلال المواسم الرمضانية السابقة، يعتبر بمثابة تحريض للشارع على كسر قواعد الوقاية التي تركز وزارة الصحة السورية على نشرها والدعوة للإلتزام بها، كما تجهد وسائل الإعلام الأخرى والمنظمات الدولية على نشر تعليمات الوقاية من المرض باعتبارها الأسلوب الوحيد الذي يمكن من خلاله تجنب الإصابة وتعريض الحياة للخطر، وما تم توصيفه بـ "مناعة القطيع"، ليس بالنظرية الصحيحة مطلقاً.
البعض من الناشطين اعتبروا كلام "سبيعي"، يمثله كـ "مواطن يمتلك حرية التعبير"، ولا نختلف في ذلك إن كانت حرية التعبير لا تمس المصلحة العامة في البلاد، وإذا ما كانت الشخصيات العامة في سورية من ممثلين وكتّاب ومثقفين تطلق بصورة غير مسؤولة، فإن ذلك يعني إن سورية كبلد خالية من "النخب المثقفة"، التي يمكن أن تقود الرأي العام، فالممثل أو الشخصيات المشهورة تمتلك تأثيراً مباشراً على المتابعين والمعجبين بها، وعلى ذلك كان على "سبيعي"، أن يراعي قواعد السلامة العامة في تصريحه قبل أن ينبري للدفاع عن خطأه.
في طرف آخر، يحاول بعض "النجوم"، أن يحوّل نفسه لـ "تريند"، من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ليعلن عن إصابته بـ "فيروس كورونا"، ثم يعود بعد أيام ليعترف بكذبته من خلال القول بأنها "كانت مزحة"، كما فعلت "دانا جبر"، أو "خطأ فحص"، كما فعلت "امل عرفة"، أو الشفاء العاجل الذي يكون خلال أيام قليلة جداً كما فعلت المذيعة في الفضائية السورية "مروة عودة"، فهل تحول "كورونا"، لأحد الأسباب المثيرة لـ "شهوة التريند"..؟، وإذ ما كانت الشخصيات العامة في سوريا تتصرف بهذا الاستهتار، فهل تمتلك الحكومة أو أي جهة طبية حق العتب على المواطن البسيط..؟
المصدر: خاص
شارك المقال: