Saturday November 23, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

بين السوريين ومنتخبهم .. علاقة استثنائية!

بين السوريين ومنتخبهم .. علاقة استثنائية!

جوان ملا

 

لطالما كان الفن والرياضة يجمعان الناس على الألفة والتوادّ، ويبدو أن المنتخب السوري بتشكيلته الحالية استطاع أن يلمّ السوريين بكافة أطيافهم وأجناسهم ليتوجهوا بأنظارهم نحو كرةٍ يتمنون دخولها في مرمى الخصم، فقد مرت سبع سنوات والأهداف تدخل على السوريين والجميع يسجل في مرماهم من كل حدبٍ وصوب فأُنهِكت قواهم وبقيوا مشردين على أعتاب أبواب العالم يطرقون حدودأً مغلقة بوجوههم، لكن الآن وبعد بدء التعافي من حرب ضروس، عادت الروح لتجمع شتاتها عبر هذا المنتخب، وقد يخطر في بال الجميع سؤال، لماذا نال المنتخب السوري الحالي بالذات هذا الصيت الذائع دوناً عن غيره في السنوات السابقة؟.

هناك عدة عوامل لذلك، حيث استطاع هذا المنتخب أن يصل لتصفيات كأس العالم 2018 في "روسيا" بعد طول غياب، كما لعب بنجاح في مباريات الذهاب والإياب خارج أرضه وملاعبه حين كانت القذائف تتساقط على "دمشق" وغيرها من المدن، ولم تُعِقِ السوريين وقتها من الاجتماع في الساحات لمشاهدة منتخبهم يلعب بكل روح رياضية وطاقة عالية ليحرز نصراً كان صعباً الحصول عليه للأسف.

واجه المنتخبُ "إيران" وتعادل معها 1-1، وعندما أدخل "عمر السومة" هدفه في الدقائق الأخيرة، أشعل الساحات والمدرجات السورية وتأمل الجميع بالتغلب على "أستراليا" في المباراة القادمة لنتوجه نحو حلم الكأس، الأمر الذي لم يحصل، ورغم الخسارة وقتها وانكسار الحلم، وقف السوريون بجانب منتخبهم آملين منه نيل كأس آسيا في وقتٍ كانت الصراعات مشتدة ولهيب التفرق متأجج، لكنّ الكرة احتوت القلوب ولمّ الفريقُ الأحمر الشملَ.

بالإضافة لذلك، حقق نسور قاسيون هويةً أعمق لكرة القدم السورية، واستطاعوا أن يكرّسوا أسماءهم ويفرضوها عالمياً من خلال لعبهم المتمرس، سواء "فراس الخطيب" في نادي "العربي الكويتي"، أو "عمر خريبين" في "الهلال السعودي"، و"عمر السومة" في "أهلي جدة السعودي"، "محمد عثمان" في نادي "هيراكليس ألميلو" الهولندي، بالإضافة للحارس الحمصي "ابراهيم عالمة".

اليوم ومع انطلاق المشوار نحو الكأس الآسيوي، يعود الحلم من جديد ليغزو القلوب، ويزيد من ضرباتها، فالسوريون على موعدٍ مع أمل آخر، ونصرٍ قد يتحقق ويهيم بهم ليحلق هذا الشعب المتعَب من كل شيء مع نسور قاسيون نحو كأسٍ لا يجترع منه المرار، بل كأسِ فرحٍ لم ينلها منذ أمد.

 

 

المصدر: خاص

شارك المقال: