بين المنتخب والكهرباء والرياح.. أصبح المستحيل سورياً!
جوان ملا
وعدت وزارة الكهرباء السورية متمثلةً بعرّابها "زهير خربوطلي" ألا تنطفئ الكهرباء وقت عرض مباراة المنتخب السوري مع "فلسطين" يوم أمس عند السادسة مساءً، كون المباراة مهمة وتخطو بالمنتخب نحو كأس آسيا.
هذا التصريح أثار التوجّس عند السوريين بعد أن عرفوا أن وعود "زهيرهم" و"خميسهم" قبله تذهب أدراج الرياح، فكيف إن كانت هذه الرياح تعصف يوم المباراة، والأمطار تنهال بشدة في يومٍ بارد من أيام كانون الثاني.
ما إن حانت السادسة مساءً حتى انطفأت الكهرباء في وقت المباراة تماماً في كثير من المناطق منها "مساكن برزة، المزرعة، ركن الدين" وغيرها، وكأن الوزارة تغيظ المواطنين وتقول لهم بتهكّم "انشالله صدقتوا"؟.
حقيقةً لم يكن هذا الأمر بالجديد على الحكومة السورية الرشيدة في تقنين الكهرباء والماء والمازوت والبنزين وغيره، ولم يكن بجديد أيضاً على المواطن السوري المشوّش بين مباراةٍ حامية وكهرباء معدَمة وأمطار غزيرة وقلة مواصلات وسيول جارفة، فهو دائماً موعودٌ بخيبات الأمل لكنه في هذه المرة تأمّلَ خيراً بعد انتهاء الحرب، عسى أن "تذوق الحكومة على دمها" الأمر الذي لم يحدث، وربما لن يحدث لا في المستقبل القريب ولا البعيد، فالتفاؤل في هذه البلاد هو ورطة، والأمل فيها هو غذاء منبّه إلى حدّ كبير قد يضرّ بصحة المواطن أكثر مما هي مضرورة.
لم يسمح "خربوطلي" بأن يفرح السوريون بمشاهدة منتخبهم يلعب بحماس محاولاً كسب الرهان، فقضوا وقتهم يحاولون فتح البث المباشر على الإنترنت التعيس، أو يذهبون إلى المطاعم التي انتهزت فرصة المباراة وزادت من مبالغ خدماتها وحجوزاتها، كما أضاف التعادل السلبي بين الفريقين السوري والفلسطيني إلى رصيد من الانكسارات التي يحياها المواطن السوري وحتى الفلسطيني السوري يومياً في هذه البلاد التي يبدو أن الكثيرين سيندمون لأنهم لم يغادروها يوماً ما، وبقوا فيها مستبشرين خيراً بقراراتٍ حكومية تنجيهم من مآسي الحرب التي خاضوها، لكن دون جدوى!.
المصدر: خاص
شارك المقال: