Saturday April 19, 2025     
00
:
00
:
00
  • Street journal

"بو مالحة" في حضرة الرئيس الأسد

"بو مالحة" في حضرة الرئيس الأسد

عصام محمود 

عندما أراد الكاتب "ممدوح حمادة" أن يجسد شخصية "الجلموق" المتسلق المتملق المصفق المطبّل المزمّر والذي ممكن أن يفعل أي شيء مهما كان من أجل البروظة والاستعراض جاءت شخصية  "جوهر بو مالحة" التي جسدها القدير "محمد خير الجراح" ببراعة في محاولاته لاستغلال المواقف فقط لأخذ الصور وإثبات وجوده وعرض نفسه أمام الناس على أنه شخصية هامة رغم أن الكاتب والممثل أبدعا في إظهار الصورة الحقيقية لهذه الشخصية على أنه عديم المنفعة والفائدة ولا يمون حتى على بيته ولا يقوم بأي عمل سوى الاستعراض إلى أن بارت أرضه وانعدم خيرها. 

اليوم وفي أحد أهم خطابات الرئيس بشار الأسد، نظراً لتوقيته ومضامينه، اختار أن يخطب أمام من اعتبرهم ممثلين عن الشعب في مجالسه المحلية، أي في الدوائر الشعبية الضيقة، واختار أيضاً أن يكون واقفاً وتحمل الوقوف طوال فترة الخطاب وأعضاء المجالس المحلية يجلسون على كراسيهم. 

ومع بداية الخطاب الذي كانت كل كلمة فيه ترتقي لتكون منهج عمل وخطة يجب العمل عليها للوصول إلى تأمين مستلزمات معيشة المواطن الصامد، وكانت بلسمة حقيقية لجراح للجرحى ودموع أهالي الشهداء، وكلمة تنصف من حمل السلاح ودافع عن الوطن، وأنه لن يتساوى مع من هرب وتخلف عن دوره في مكافحة الإرهاب وخدمة الوطن. 

وبدل أن يتلقف أعضاء المجالس المحلية كل حرف وكلمة وحفظها عن ظهر قلب والعمل على تطبيقها لتحقيق أفضل الخدمات للمواطن الصامد ظهر "جوهر بو مالحة" الموجود في كل واحد ممن بدؤوا بالاستعراض والصراخ وكأنهم يقدمون صكوك الوطنية عبر إطلاق الشعارات، وإلقاء القصائد، ووصل بعضهم إلى مقاطعة رئيسنا والتحدث كالقطيع أمامه، والمباراة بعلو الصوت ومواويل العتابا والقصائد والجوفيات، ولأن الرئيس الأسد يستوعب الجميع وهو أب وأخ للجميع كان له قدرة خارقة على الإنصات والاستيعاب وعدم إحراج أي شخص فيهم، من دون أن يستوعبوا أنهم في حضرة من اهتزت أمامه عروش وامبراطوريات الإرهاب العالمي، وأن عليهم الاستماع الاستيعاب والتطبيق فقط رغم أن سيادته ركز على أن خدمة المواطن بالعمل وليس بالخطابات والكلام. 

"جوهر بو مالحة" باق فيكم طالما بقيتم وستصبح أرضنا كلها نسخة عن أرض جوهر طالما أنتم من يمثلنا.

 

المصدر: خاص

شارك المقال: