Saturday November 23, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

بقعة ضوء المحافظة

بقعة ضوء المحافظة

حسن عيسى

الأخطاء البسيطة عندما تتكرر غالباً ما تصبح دعابات، مضحكة مبكية في آنٍ واحد، بالمقابل لا تبرر لمرتكبيها تقصيرهم وغفلتهم عن المسؤولية التي وكلت إليهم، بمعنى أننا نضحك على تصرفاتٍ غير منطقية لأشخاصٍ وضعت في أيديهم أدوات، هم أحياناً غافلون عن كيفية توجيهها واستخدامها، ومحافظة دمشق كانت المثال الأكبر لما سبق، فما يصدر عنها من أعمال وقرارات، تجعلنا أحياناً نعيد النظر فيها تكراراً، ويصل الموضوع في أغلب الأحيان إلى الاستهزاء والاستغراب مما نراه.

آخر هذه التصرفات كانت رش الحدائق بالمياه ، تحت طقسٍ ماطر كان كفيلاً بأداء هذه المهمة بأحسن ما يمكن، ما يشكل علامة استغرابٍ واستفهامٍ عند كل من يرى هذا المشهد، ويطرح سؤالاً مفادهُ (هل لدى المحافظة فائض من المياه يجعلها تقدم على سقاية الحدائق تحت الأمطار؟) في ظل وجود مناطق ضمن العاصمة تخضع لتقنينٍ يجعل المياه لا تتواجد فيها بشكل دائم.

المشاهد المثيرة للجدل لم تتوقف عند هذا الحد، فإشارات المرور التي يعمل بعضها بشكل مثير للريبة تمثل نقطة وقوف يستوجب السؤال عنها، أغرب هذا الإشارات رصدت على أوتستراد المزة، الذي يعد أهم شرايين السير داخل المدينة، هذه الإشارة التي تضيء كاملةً بألوانها الثلاثة لا يملك سائقو السيارات الذين يمرون من أمامها أدنى فكرةٍ عنها، سوى أن شرطي المرور الذي يتواجد قربها هو من ينظم وقوف السيارات ومرورهم، عدا عن إشارات المرور التي لا تعمل إطلاقاً والتي لم يصدر أي تفسير أو حل لها من قبل أصحاب الشأن.

أكثر ما يثير ريبة المواطن ضمن الشوارع وتحديداً في أوقات منتصف النهار، هي إضاءات الشوارع التي يعمل جزء كبير منها في العاصمة بشكل دائم، والتي لا تنطفئ إلا في أندر الحالات عند الأعطال أو عند انقطاع شامل للتيار الكهربائي، التيار الذي يعيش معه المواطن حالة ماراتونية تتمثل في تقنين لم يغب عن السوريين مدة ثماني سنوات، ما يضيفُ سؤالاً عن كمية الكهرباء التي تنتجها الحكومة يومياً وتفضل استخدامها على إنارة نهار المواطن، بدلاً من إطفاء عتمته بها وتخفيض ساعات التقنين، هذا إن لم ندخل في موضوع توريد الكهرباء للدول المجاورة والذي يمثل سلسلة متشعبة من الفرضيات والتكهنات.

هذه المواضيع ومثلها من التصرفات الغير مفهومة من قبل محافظة دمشق، تبقى من استراتيجيات العمل لديها، ومن الألغاز التي لم يفلح أحد في حلها، أو التوصل لفرضية يفتح بها الصندوق الأسود الخاص بالمحافظة ومستقبل أعمالها ضمن مدينة دمشق، فهل يمكن أن يكون العمل الحقيقي الذي تقوم المؤسسات الحكومية المختصة بشؤون المواطن، يتوقف عند هذا الحد فقط؟.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: